«أزمة وقود».. تقرير يكشف كيف استغل الحوثيون الأزمة لدخول صنعاء

«أزمة وقود».. تقرير يكشف كيف استغل الحوثيون الأزمة لدخول صنعاء
«أزمة وقود».. تقرير يكشف كيف استغل الحوثيون الأزمة لدخول صنعاء

الأزمة الخانقة في الوقود تلقي بظلالها القاتمة على مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، حيث يواجه سكان صنعاء تحديات معيشية قاسية في ظل عجز الجماعة عن تلبية احتياجاتهم الأساسية واستمرار ارتفاع أسعار المشتقات النفطية بشكل غير مسبوق، تعود هذه الأزمة التي كانت ذات يوم ذريعة لدخول الحوثيين إلى صنعاء لتصبح اليوم سببًا رئيسيًا يهدد بقاءهم في السلطة ويدفع الناس نحو الغضب الشعبي.

أزمة الوقود في صنعاء وإدارة الحوثيين

تعاني العاصمة صنعاء منذ شهور من شح حاد في المشتقات النفطية، ما أدى إلى توقف العديد من المرافق الحيوية وتعطيل حركة الحياة اليومية، وكشفت تقارير حديثة صادرة عن مصادر داخل شركة النفط اليمنية عن قرب نفاد المخزون الاستراتيجي بسبب توقف وصول السفن إلى ميناء الحديدة، تُعزى هذه الأزمة بشكل رئيسي إلى سوء إدارة جماعة الحوثيين وغياب أي خطط عملية لمعالجة هذا الوضع المتفاقم، فبدلًا من توفير حلول مستدامة، اعتمد الحوثيون أسلوب إلقاء اللوم على أطراف خارجية مع ازدهار السوق السوداء التي يديرها كبار القيادات.

انعكاسات الأزمة على سكان العاصمة

تظهر انعكاسات أزمة الوقود بوضوح في الحياة اليومية لسكان صنعاء، حيث وصل سعر دبة البنزين إلى أكثر من 40 ألف ريال يمني، ما يُثقل كاهل المواطنين في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية متدهورة، فقد أدت هذه الأزمة إلى زيادة تكاليف النقل وإضعاف القطاعات الخدمية، كالمستشفيات والمرافق الأساسية التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة، كما أن تفشي الفساد داخل مؤسسات الحوثيين يفاقم الوضع، إذ أصبح قادة الجماعة المتحكمين الرئيسيين في السوق السوداء؛ ما يزيد من حدة الغضب الشعبي.

هل الأزمة تُنذر بنهاية سيطرة الحوثيين؟

يرى محللون سياسيون واقتصاديون أن أزمة الوقود الحالية قد تكون الشرارة التي تُنهي سيطرة الحوثيين على صنعاء، فقد دخلت الجماعة العاصمة قبل عقد بذريعة أزمة نفطية مفتعلة، واليوم يجدون أنفسهم في مواجهة أزمة أشد تعقيدًا نتيجة سوء إدارتهم وفسادهم، ومع تزايد السخط الشعبي، لا سيما في ظل ظروف اقتصادية خانقة وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يبدو أن استمرار الأزمة بهذا الشكل قد يدفع الناس إلى النزول للشارع والمطالبة بحقوقهم، ما قد يشكل تهديدًا حقيقيًا لوجود الحوثيين في السلطة.

جدير بالذكر أن الجماعة التي وعدت بتحسين مستوى المعيشة ومحاربة الفساد عند توليها السلطة هي اليوم إحدى أبرز الأمثلة على سوء الإدارة واستغلال الموارد لمصلحة فئة معينة، ما يجعل مستقبل سيطرتها على صنعاء على المحك، حيث لا يمكن تجاهل إمكانية رؤية تحركات شعبية واسعة النطاق في الأيام القادمة.