«استرجاع مذهل» لمساحات الأراضي غير المستغلة يعيد الأمل للتنمية والبناء

تعد الحملة الوطنية للإحصاء الفلاحي التي أطلقتها مختلف الولايات خطوة هامة نحو تحسين استغلال الأراضي الزراعية بشكل فعّال، فقد كشفت هذه الحملة عن وجود عشرات الهكتارات غير المستغلة من قبل المستفيدين، ما استدعى الجهات المختصة إلى اتخاذ إجراءات لاسترجاع هذه الأراضي غير المستغلة وإعادة توزيعها على المهتمين بالزراعة الراغبين في تحسين الإنتاج الفلاحي وزيادة مساهمتهم في الاقتصاد الوطني.

إجراءات استرجاع الأراضي الفلاحية غير المستغلة

قامت المصالح الفلاحية في ولاية تيارت بالتنسيق مع السلطات المحلية بتشكيل لجنة مختصة لمتابعة استرجاع الأراضي الفلاحية غير المستغلة، إذ تشمل هذه الإجراءات مراجعة الملفات الإدارية للمستفيدين وإلغاء قرارات الامتياز للمستثمرين الذين لم يستغلوا الأراضي بعد، حيث يتم إعادة توزيعها على فلاحين جدد لديهم استعداد فعلي لاستصلاحها واستغلالها في الزراعة، وقد شملت عمليات الاسترجاع الأراضي التي سبق وأن تم منحها للشباب ومهنيي القطاع ولكنها بقيت دون استصلاح لفترات طويلة؛ مما يساهم في إعادة توجيه الجهود نحو تحقيق إنتاج زراعي أفضل في مختلف الشعب الفلاحية.

أهمية إدارة الأراضي الزراعية في ولاية تيارت

تعتبر ولاية تيارت منطقة زراعية حيوية حيث تتوفر فيها آلاف الهكتارات من الأراضي الخصبة، وعلى الرغم من توزيع هذه الأراضي ضمن برامج الاستثمار الفلاحي سابقًا، إلا أن الإحصائيات تشير إلى أن أكثر من 40% من هذه الأراضي لم تُستغل حتى الآن، لذا تُعقد سلسلة من الاجتماعات الدورية مع الجهات المختصة مثل شعبة الحبوب بهدف توفير المعدات الضرورية كالحاصدات والجرارات لتمهيد الطريق نحو موسم حصاد ناجح، وتهدف هذه الاجتماعات إلى تذليل الصعاب التي تواجه الفلاحين خاصة فيما يتعلق بالحصاد ونقل المحاصيل، مع التركيز على تسهيل استخدام موارد الري مثل مياه السقي التكميلي لإنعاش الإنتاج الزراعي.

دور التحضير والتقنيات الحديثة في إنعاش القطاع الفلاحي

يشكل التحضير المسبق واستخدام التقنيات الحديثة عنصرين أساسيين لنهضة القطاع الفلاحي بولاية تيارت، وقد تم التركيز على تكثيف الجهود لتوفير الموارد المائية بالاعتماد على عمليات حفر الآبار وتحسين نظام السقي بالتعاون مع مديرية الموارد المائية، كما ساهمت تساقط الأمطار الغزيرة خلال شهر أبريل الماضي في تعزيز الإنتاج الزراعي بشكل عام، حيث تلعب الموارد الطبيعية دورًا محوريًا في دعم الفلاحين وضمان استمرارية الإنتاج على مدار العام، ويشمل ذلك تطوير شعب الحبوب والخضروات إلى جانب تربية الأنعام.

ختامًا، سيسهم هذا النهج القائم على الإصلاح والتعاون في تحقيق قفزة نوعية في مجال الزراعة، مما يجعل ولاية تيارت نموذجًا يحتذى به في إدارة الموارد الزراعية بكفاءة لتحقيق الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الوطني.