تشهد الليرة السورية اليوم الاثنين 19 مايو 2025 قفزة غير متوقعة في سعر صرفها مقابل الدولار الأمريكي، مما يعكس تغييرات ملحوظة في الاقتصاد السوري بعد فترة من التدهور، وتأتي هذه الطفرة في ظل تحسن المؤشرات الاقتصادية وإجراءات الإصلاح التي دشنتها الحكومة الجديدة، حيث ترافق ذلك مع محاولات متسارعة لتعزيز قيمة العملة المحلية وسط تحديات سياسية واقتصادية معقدة تواجهها البلاد.
استقرار سعر الليرة السورية مقابل الدولار اليوم
شهدت الليرة السورية تحسنًا ملحوظًا أمام الدولار في معظم المناطق السورية، حيث بلغ سعر الدولار في العاصمة دمشق 9950 ليرة للشراء و10100 ليرة للبيع، وهو ذات السعر المسجل في كل من حلب وإدلب، في حين سجلت الحسكة ارتفاعًا طفيفًا ليصل سعر الدولار فيها إلى 10100 ليرة للشراء و10250 ليرة للبيع، أما في المصرف المركزي، فقد تم تحديد متوسط السعر بـ12000 ليرة للشراء مقابل 12120 ليرة للبيع، يعكس هذا الفرق بين مناطق البلاد التأثير الواضح للأوضاع الاقتصادية والسياسية في تعزيز أو إضعاف الاقتصاد المحلي.
أهم العوامل المؤثرة على الليرة السورية اليوم
تعرضت الليرة السورية خلال السنوات الأخيرة لعوامل عديدة أثرت على استقرارها، أهمها الصراعات السياسية المتصاعدة وتأثيرها على البنية التحتية الاقتصادية، إلا أن الحكومة السورية عملت مؤخرًا على تنفيذ بعض الإصلاحات الرامية إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية، مثل تشجيع الاستثمار المحلي وتقليل الاعتماد على النقد الأجنبي، كما ساهم عودة أعداد من اللاجئين السوريين إلى البلاد في دعم السوق المحلي، حيث يتم تنشيط الحركة الاقتصادية من خلال الاستثمارات التجارية والمهن الحرفية التي يديرها العائدون.
أيضًا أدت التغييرات الإدارية في المصرف المركزي إلى وضع سياسات نقدية أكثر مرونة، حيث تم تخفيف القيود على تداول العملات الأجنبية لدعم السيولة وزيادة ثقة المواطنين في العملة المحلية، وتشكل هذه العوامل جزءًا من استراتيجية تطوير شاملة تسعى الحكومة لتطبيقها بهدف تعزيز قيمة الليرة في السوقين المحلي والدولي.
التحديات بين السوق الرسمية والسوق الموازية
ما زالت الاختلافات بين السوق الرسمية والموازية واضحة في أسعار الصرف، حيث تعاني السوق السوداء من تحكم غير منظم في الأسعار مما يشكل تحديًا للسيطرة النقدية، ففي الوقت الذي تروج فيه المصارف بمعدلات ثابتة، يجد المواطنون صعوبة في الوصول لتلك المعدلات نتيجة توجه كثيرين للسوق السوداء للبحث عن أسعار أقل، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي؛ لهذا تعمل الحكومة السورية على إحكام السيطرة على السوق الموازية من خلال دعم السياسات النقدية وزيادة تنافسية المصرف المركزي.
يتوقع الخبراء أن استمرار هذه الجهود سيحفز الاستقرار النقدي، مع ضرورة تنسيق العمل بين الجهات المعنية لضمان استدامة التحسن في سعر الليرة السورية وصولاً إلى مستويات مرضية تدعم الاقتصاد المنهك وتوفر للمواطنين حياة أكثر استقرارًا بعد سنوات من المعاناة.
