تحذير أمني: خدعة “مرحباً أمي” عبر واتساب تهدد بسرقة أموال المستخدمين

تحذر الجهات المعنية بالأمن السيبراني من موجة جديدة وخطيرة من عمليات الاحتيال عبر تطبيق “واتساب” تُعرف باسم عملية “مرحباً أمي”، حيث تستهدف هذه الحيلة الأشخاص انتحالاً لشخصية أحد أفراد الأسرة بهدف الحصول على أموال بوسائل غير مشروعة، وقد أسفرت هذه الهجمات عن خسائر مالية تجاوزت قيمتها 490,606 جنيهات إسترلينية في فترة قصيرة وفقاً لتقرير صادر عن بنك “سانتاندير” البريطاني.

كيف تعمل خدعة “مرحباً أمي” عبر واتساب

تبدأ عملية الاحتيال برسالة نصية بسيطة من رقم غير معروف، حيث يدعي المحتال أنه الابن أو الابنة مستخدماً رسالة افتتاحية مثل “مرحباً أمي” أو “مرحباً أبي”، ويوهم الضحية بفقدان هاتفه القديم واستخدام رقم جديد بسبب ظروف طارئة، ثم يبدأ بطلب مبالغ مالية بزعم أنها ملحة للغاية، وغالباً ما يعتمد المحتال على التأثير العاطفي واللعب على مشاعر القلق والواجب لدى الضحية لضمان تعاونها في أقرب وقت ممكن. الجدير بالذكر أن مثل هذه الأساليب تعتمد على ثقة الضحية وربما عدم تحققها بشكل جيد من هوية المرسل مما يجعلها صيداً سهلاً.

دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز مصداقية الاحتيال

تؤكد التقارير أن المحتالين يعتمدون على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز مصداقية عملية الاحتيال، حيث يقومون باستخدام برامج لتزوير الأصوات، محاكاة أصوات الأبناء أو الأحباء بطريقة متقنة جداً مما يجعل الضحية أكثر عرضة للوقوع في الفخ، وتحدث جيك مور، وهو مستشار لدى شركة ESET للأمن الرقمي، عن قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة على استنساخ الصوت بدقة بناء على عينات بسيطة منشورة على الإنترنت، مما يصعب التفريق بين الصوت الحقيقي والمزيف، وهذا يمثل تحدياً كبيراً في التعرف على جرائم الاحتيال قبل وقوعها.

توصيات لحماية نفسك من عمليات الاحتيال عبر واتساب

لمواجهة هذه التهديدات المتزايدة، يقدم خبراء الأمن السيبراني مجموعة من النصائح والإرشادات التي يمكن أن تساهم في تجنب الوقوع ضحية لهذا النوع من الهجمات، منها:

• التأكد من هوية المرسل من خلال الاتصال المباشر باستخدام الرقم المعروف مسبقاً.
• تجنب الرد على الرسائل التي تصلك من أرقام غريبة، مهما كان مضمونها يبدو محتماً أو عاطفياً.
• استخدام كلمة مرور أو رمز مميز يعرفه فقط أفراد العائلة للتحقق عند الطوارئ.
• الإبلاغ عن أي رسالة مشبوهة فوراً عبر خدمات الإبلاغ الخاصة بتطبيق واتساب أو عبر الجهات المختصة.

على الرغم من استخدام تطبيق “واتساب” للتشفير الكامل للرسائل وإضافة ميزات تحذيرية عند استقبال رسائل من أرقام غير معروفة، يبقى العامل الأساسي في الحماية هو وعي المستخدم بهذه التهديدات الرقمية واتباع وسائل الأمان.

ختاماً، يمثل الوعي الرقمي والتأكد من هوية المتصلين خط الدفاع الأول ضد عمليات الاحتيال عبر الإنترنت، لذا يُنصح بعدم التسرع في التصرف واتخاذ الوقت الكافي للتحقق مهما كانت الظروف ملحة لتجنب الوقوع ضحية للهجمات الإلكترونية مستقبلاً.