
أحكام قص الشعر والأظافر للمضحي تُعد واحدة من المسائل الفقهية التي تتصل بسنن الأضحية، وهي من الشعائر الإسلامية التي يُثاب المسلم على الالتزام بأحكامها. يبدأ الحديث عن هذه الأحكام مع دخول شهر ذي الحجة، حيث يُسن للمضحي الالتزام ببعض الأمور التي تشمل عدم قص الشعر أو تقليم الأظافر حتى يتم ذبح الأضحية، وفقًا لما ورد في السنة النبوية.
ما هو حكم قص الشعر والأظافر للمضحي؟
عند دخول أول أيام شهر ذي الحجة وحتى وقت ذبح الأضحية، يُطلب من المضحي أن يمتنع عن إزالة أي جزء من شعره أو أظافره، سواء كان ذلك بالحلق أو القص أو بأي وسيلة أخرى. هذا الحكم يُعد مستحبًا عند جمهور العلماء، حيث يرون أن الامتناع عن ذلك هو تعبير عن التزام المسلم بتعاليم الشريعة واقتداءً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك، هناك فرق في الرأي بين العلماء حول مدى إلزامية الامتناع، فالبعض يرى أنه واجب والبعض الآخر يرى أنه مستحب فقط.
هل يجوز قص الشعر أو الأظافر في الحالات الضرورية؟
في حال وجود حاجة ماسة أو ضرورة قصوى تتطلب إزالة الشعر أو تقليم الأظافر، فإن ذلك يصبح جائزًا وفقًا للأصول الشرعية، حيث إن الكراهة أو الاستحباب تزول عند وجود الضرورة. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من مرض جلدي يتطلب إزالة الشعر، أو كان هناك سبب صحي يستدعي تقليم الأظافر، فلا حرج في القيام بذلك. هذا التيسير يتماشى مع القاعدة الشرعية التي تنص على أن “المشقة تجلب التيسير”.
ما الحكمة من الامتناع عن قص الشعر والأظافر؟
يُقال إن الحكمة من هذا الامتناع هي تشبيه المضحي بالحجيج الذين يمسكون عن شعورهم وأظافرهم أثناء أداء مناسك الحج. كما أن ذلك يُعزز شعور المسلم بالاستعداد للعبادة والتقرب إلى الله خلال هذه الأيام المباركة. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الامتناع عن ذلك نوعًا من التضحية الرمزية، حيث يُظهر المضحي التزامه بالتعليمات الشرعية وتقديم نفسه للطاعة الكاملة لله عز وجل.
يُستحب أن يلتزم المضحي بهذه السنة ابتغاءً للأجر والثواب، مع العلم أن الامتناع عن قص الشعر والأظافر لا يؤثر على صحة الأضحية، وإنما هو من آدابها وليس من شروطها. إذا نسيت أو قمت بقصهما عن غير قصد، فلا إثم عليك وتظل أضحيتك صحيحة.
تُعد هذه المسألة من الجوانب التي تُعزز من روحانية الأضحية، فهي تربط المسلم بالقيم التعبدية التي تقوي علاقته بربه وتجعل من الأضحية شعيرة متكاملة تحوي أبعادًا روحية وأخلاقية.