«أرباح مذهلة».. هل تنتزع الفضة الصدارة من الذهب في 2024؟

«أرباح مذهلة».. هل تنتزع الفضة الصدارة من الذهب في 2024؟
«أرباح مذهلة».. هل تنتزع الفضة الصدارة من الذهب في 2024؟

في ظل تقلبات الأسواق العالمية بات السؤال الأكثر انتشارًا هو: هل تتفوق الفضة على الذهب في تحقيق الأرباح؟ يتجه الكثير من المستثمرين نحو هذين المعدنين باعتبارهما خيارات آمنة ومربحة في أوقات الأزمات والضبابية الاقتصادية، ومع ذلك، فإن هناك فروقات واضحة في أداء الذهب والفضة خلال الفترة الأخيرة تعكس اختلاف العوامل التي تؤثر على كلٍ منهما، مما يفتح المجال لمقارنتها بناءً على عدة جوانب.

الاستثمار في الفضة

لطالما جذبت الفضة اهتمام المستثمرين بفضل استخدامها الواسع في العديد من المجالات. في عام 2024 شهدت الفضة بعض المكاسب الملحوظة، حيث ارتفعت أسعارها بشكل تدريجي لتصل إلى حوالي 34.4 دولارًا للأوقية بحلول نهاية مارس، فيما بلغت نسبة الارتفاع السنوي حوالي 12.48% مقارنة بالعام السابق. وعلى الرغم من أن هذا الرقم أقل من نسبة ارتفاع الذهب البالغة حوالي 27%، فإن الفضة تظل جذابة بفضل الاستخدامات الصناعية المختلفة، مما يعزز استقرار الطلب عليها حتى في أوقات التراجع الاقتصادي.

الفضة ليست فقط ملاذًا آمنًا كحال الذهب، لكنها أيضًا مادة أساسية للصناعات، مثل صناعة ألواح الطاقة الشمسية، السيارات الكهربائية، الأجهزة الطبية، والمجوهرات، مما يعني أنها تستفيد بشكل مضاعف من النمو الصناعي جنبًا إلى جنب مع قيمتها الاستثمارية. وفقًا لتقارير معهد الفضة العالمي، من المتوقع أن يستمر العجز في العرض العالمي للفضة هذا العام، حيث تُظهر التوقعات نقصًا يصل إلى 117.6 مليون أوقية، ما يدعم استقرار أسعارها مستقبلًا.

أسباب ارتفاع الذهب

يعتبر الذهب الخيار الأول للمستثمرين عندما يتعلق الأمر بالملاذات الآمنة، وقد شهد في 2024 قفزات كبيرة نتيجة ازدياد الطلب من قبل البنوك المركزية والمستثمرين. بلغ سعر الذهب أكثر من 3500 دولار للأونصة في ذروة أبريل، محققًا نسبة ارتفاع سنوي بلغت 27%. تعود هذه المكاسب الكبيرة إلى حالة الغموض الاقتصادي العالمي، والتي جاءت نتيجة القرارات السياسية والتجارية مثل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين.

كما أن تصريحات الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة ساهمت في استقرار الذهب لفترة معينة، إلا أن موجة قوية من المضاربات أدت إلى رفع الأسعار بصورة مفاجئة. ومع ذلك، يشير عدد من المحللين إلى أن هذا الارتفاع الكبير قد يتعرض لتصحيح حاد إذا أُزيلت بعض العوامل المؤقتة التي تؤثر على شرائه.

التنافس بين الذهب والفضة

في مقارنة مباشرة بين الذهب والفضة يظهر الذهب أداءً قويًا فيما يخص تحقيق الأرباح السريعة، حيث استفاد بشدة من حالة الذعر المالي التي اجتاحت الأسواق العالمية. وعلى الجانب الآخر، تتميز الفضة بأسعارها المنخفضة نسبياً، ما يجعلها الخيار الأنسب للمستثمرين محدودي الميزانية الذين يتطلعون إلى الاستثمار طويل الأجل. كذلك، فإن استخداماتها الصناعية المتزايدة تجعلها خيارًا له مستقبل واعد، ما يفسر الانتعاش في الطلب عليها عامًا بعد عام.

عند النظر إلى معدلات النمو لكلا المعدنين، يتضح أن الذهب يتميز بالارتفاع الكبير والسريع في أوقات الأزمات، بينما تحقق الفضة نمواً مستدامًا بفضل دورها الصناعي المتعدد الاستخدامات. بالمقارنة يبدو أن الفضة يمكنها أن تتفوق على الذهب في المستقبل في ظل استمرار الاعتماد عليها صناعيًا، بينما يظل الذهب قويًا على المدى القصير كأصل استثماري خلال فترات التقلب العالمي.