أركان الحج.. تعرف على الواجبات والمواقيت الهامة لأداء المناسك

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وفرض على كل مسلم مستطيع من حيث المال والصحة ليؤدّي المناسك في مكة المكرمة، حيث يعتبر من أعظم العبادات التي تُظهر وحدة المسلمين وامتثالهم لأوامر الله، ولفهم شعائره بشكل صحيح فإن معرفة عدد أركان الحج وشروطه واجبة على كل مسلم يعتزم أداء هذه الشعيرة العظيمة.

عدد أركان الحج

يتألف الحج من أربعة أركان رئيسية؛ هي الإحرام، الوقوف بعرفة، طواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة، وكل ركن يمكن اعتباره جزءاً لا يتجزأ من صحة الحج، وأي إخلال بأحد هذه الأركان يبطل أداء الفريضة، وفيما يلي شرح مفصل لكل ركن:

الإحرام: يمثل أول ركن في الحج، حيث يبتدئ الحاج بالنية للدخول في النسك مختاراً أحد الأنواع الثلاثة؛ الإفراد أو القِران أو التمتع، ويشترط لدخول الإحرام الابتعاد عن محظوراته مثل تغطية الرأس للرجال أو استخدام الطيب أو عقد النكاح، مع الالتزام بالثياب المخصصة للإحرام مثل الرداء والإزار.

الوقوف بعرفة: يعد الركن الأعظم، ويقع في اليوم التاسع من ذي الحجة حيث يقف الحجاج بعرفة من طلوع فجر هذا اليوم إلى الليل، ويتخلل هذه الفترة الدعاء والتضرع لله حيث المعنى الحقيقي للإخلاص في العبادة، فبدون الوقوف بعرفة لا يتم الحج.

طواف الإفاضة: أحد أهم أركان الحج

طواف الإفاضة هو ركن أساسي للحج يُؤدى بعد الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة، حيث يقوم الحاج بالطواف حول الكعبة سبعة أشواط تبدأ من الحجر الأسود وتنتهي عنده، مستحضراً عظمة هذا المكان المقدس، ويشترط لصحة الطواف الطهارة وستر العورة والموالاة بين الأشواط، بالإضافة إلى الابتداء والنهاية من الحجر الأسود، ويُمثل طواف الإفاضة التحلل الأكبر للحاج.

كما يتم تكملة عدد الطوافات الأخرى التي لها أحكامها مثل طواف القدوم وطواف الوداع، لكن يبقى طواف الإفاضة ركناً لا يجوز تفويته بأي حال من الأحوال، وقد وردت النصوص الشرعية التي تعظمه.

السعي بين الصفا والمروة

السعي بين الصفا والمروة يمثل الركن الأخير من أركان الحج، ويشترط فيه البدء بجبل الصفا والانتهاء بالمروة، حيث يقطع الحاج المسافة بينهما سبعة أشواط كاملة، مستذكراً بذلك سعي السيدة هاجر بين الجبلين في طلب الماء لابنها إسماعيل عليه السلام، ذلك السعي الذي بات رمزاً للثقة بالله وحسن التوكل.

صفة السعي، كما أوضح علماء الفقه، تتضمن صعود الحاج على الصفا مستقبلاً الكعبة، مكبراً مهَللاً وداعياً الله، وينزل باتجاه المروة بنفس الطريقة مع مراعاة الإسراع بين العلامتين الخضراوين في مواضع معينة ثم العودة للصفا، وهكذا يتكرر إلى أن تُتم الأشواط السبعة.

شروط إتمام السعي:

ختاماً، يمثل الحج بتكامله رسالة روحية عظيمة تظهر امتثال المسلم للأمر الإلهي، ومعرفة عدد أركان الحج وشروطه تعتبر مفتاح أداء الفريضة بشكل صحيح، فالحج رحلة عظيمة من التوحيد والطاعة تناسب رحلة المسلم إلى رضا الله سبحانه وتعالى.