«أزمة شراكة» تضرب الانتقالي.. استبعاد مفاجئ وضبابية تكتنف الأهداف!

تتفاقم أزمة الشراكة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وباقي الأطراف السياسية في اليمن بشكل ملحوظ، إذ يرى محللون أن الاتفاقات التي أُبرمت سابقًا بين هذه الأطراف قد انحرفت عن مسارها المفترض، مما أدى إلى تهميش المجلس الانتقالي وتعرض أهدافه الاستراتيجية للطموحات الجنوبية لضياع غير مسبوق، وذلك يمكن أن يؤدي إلى تغيرات جوهرية في المشهد السياسي الحالي.

الشراكة وأسباب خروج الانتقالي الجنوبي من المعادلة السياسية

يرى العميد خالد النسي، محلل عسكري بارز، أن الشراكة التي بُنيت أساسًا على التفاهم بين المجلس الانتقالي الجنوبي وبقية القوى السياسية قد فقدت مضمونها الحقيقي، إذ انحرفت عن أهدافها الأصلية وتحولت إلى تكوين يخدم مصالح مختلفة عن تلك التي أُعلنت عند بداية التحالف، هذا التغيير في الاتجاهات تسبب في تقليص الدور السياسي للمجلس الانتقالي بشكل كبير، وشهدت المرحلة الحالية استمرار غيابه عن التأثير الفعّال ضمن معادلة السياسة الوطنية، وهو ما اعتبره البعض انعكاسًا للوضع غير المستقر الذي يواجهه الجنوب اليوم بسبب تعقد التفاهمات بين الحلفاء.

الآثار السلبية لتهميش المجلس الانتقالي الجنوبي

إقصاء المجلس الانتقالي عن مجريات العمل السياسي أثّر بشكل سلبي للغاية على الأهداف الوطنية والجنوبيّة التي يحملها، إذ فقد القدرة على تحقيق أبرز الطموحات التي كان يطمح لتحقيقها بخصوص القضية الجنوبية تحديدًا، وتشير تصريحات خالد النسي إلى أن الانحراف الحالي لا يقتصر فقط على المجلس، بل يمتد إلى الشراكة نفسها، التي أضحت بعيدة عن تحقيق مخرجاتها وأكّدت فشل التنسيق السياسي بين الأطراف المشاركة، ومع غياب أي التزام حقيقي بمقتضيات هذه التفاهمات، يبقى السؤال حول ما إذا كان لهذه الشراكات مستقبل ملحوظ أو أنها قد انتهت فعليًا على أرض الواقع.

مستقبل الشراكة في ظل الخلافات السياسية

تزايدت الخلافات السياسية بين مختلف الأطراف وباتت التباينات في الرؤى أكثر وضوحًا مع كل يوم يمضي، مما يضع علامة استفهام كبيرة حول جدوى بقاء الشراكة الحالية، وإذا استمرت الأطراف في تجاهل دور المجلس الانتقالي، فإن مستقبل الجنوب نفسه قد يصبح مهددًا بعدم الاستقرار، كما أن التفعيل الجاد للشراكة يستوجب إنشاء آليات تنفيذية واضحة ودعم الالتزام الكامل بتنفيذ جميع البنود والاتفاقات، وإلا فإن الأزمة ستتفاقم، وربما سيظل المجلس خارج الحسابات لفترة طويلة قد تفقده المزيد من مكانته وإمكاناته كلاعب سياسي فعّال.