«أزمة غزة».. واشنطن تضغط على نتنياهو وسط تصاعد التوترات الإنسانية

في ظل استمرار معاناة المدنيين في قطاع غزة، بات الوضع الإنساني يشغل المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أجرى وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، مكالمة عاجلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة تطورات الأوضاع هناك، حيث تعبر هذه الاتصالات عن مدى القلق الأمريكي المتزايد بسبب التدهور الملحوظ الذي يعيشه سكان القطاع، ومطالبة تل أبيب بفتح ممرات إنسانية لتقديم المساعدات.

واشنطن تضاعف الضغوط على إسرائيل لإنقاذ الوضع في غزة

تسعى الإدارة الأمريكية إلى التوصل إلى آليات تضمن مساعدة سكان قطاع غزة في تجاوز محنتهم الحالية، وهذا يتطلب تعاونًا من الجانب الإسرائيلي لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية الحيوية، حيث يتزايد الضغط على تل أبيب لفتح ممرات آمنة أمام الإمدادات الطبية والغذائية التي تحتاجها غزة بشكل عاجل، خاصة مع تفاقم الأزمات المتعلقة بالكهرباء والمياه الصالحة للشرب. وتتزامن هذه الدعوات مع تحركات دولية أخرى تهدف إلى رفع المعاناة عن السكان المدنيين في القطاع، في الوقت ذاته تبقى الجهود متركزة حول خفض حدة التوتر بين أطراف النزاع.

حماس تربط المساعدات الإنسانية بتفاهمات سياسية وأمنية

من جهة أخرى، زادت حركة حماس من مطالبها بشأن ضرورة الالتزام بالتفاهمات التي تمت مع الإدارة الأمريكية مؤخرًا، إذ أكدت في بيان عبر قنواتها الإعلامية أن تنفيذ هذه الاتفاقيات بشكل مباشر وفوري سيعزز فرص إدخال المساعدات، كما حذرت الحركة من تداعيات أي تأخير في تنفيذ الالتزامات الإنسانية، ولا سيما أن هذا التعثر قد ينعكس سلبًا على مسار المفاوضات المتعلقة بالأسرى، مما يعقد المشهد الإنساني والسياسي على حد سواء، ما يظهر مدى تداخل الملفات بين الجانب الإنساني والسياسي في هذه الأزمة.

خطوة إيجابية من حماس لإظهار حسن النوايا

في تصريح لافت، أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، عن مبادرة للإفراج عن الأسير الإسرائيلي – الأمريكي عيدان ألكسندر، والذي تم تسليمه للصليب الأحمر في هدوء تام دون أي احتفالات تذكر، حيث وصفت الحركة هذه الخطوة بأنها بادرة حسن نية تهدف إلى تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتهيئة الأجواء لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، ما يعكس رغبتها في تحسين الظروف داخل القطاع عبر خطوات ملموسة تسعى إلى بناء الثقة بين أطراف النزاع.

إجمالًا، تبقى التطورات في غزة محورًا لانتباه المجتمع الدولي، حيث تضع الأزمة الإنسانية مسؤولية مشتركة على عاتق جميع الأطراف، ما يتطلب تحركات دبلوماسية جادة ومبادرات حقيقية لتخفيف آلام السكان، والتمهيد لتفاهمات شاملة تنهي معاناة ممتدة لسنوات.