
تعد الزلازل إحدى الظواهر الطبيعية التي تؤثر على سطح الأرض نتيجة حركة الألواح التكتونية، وغالبًا ما تثير الزلازل شعور الذعر والتساؤلات لدى السكان، خاصة عندما يشعر بها البعض ولا يشعر بها آخرون في نفس المنطقة، حيث سجلت الشبكة القومية لرصد الزلازل في مصر مؤخرًا هزة أرضية بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر، لكنها لم تتسبب بخسائر.
لماذا نشعر بالزلازل في مصر أحيانًا؟
تأتي الهزات الأرضية في دول مثل مصر غالبًا نتيجة أنشطة زلزالية تحدث في مناطق مجاورة ذات نشاط تكتوني مرتفع، مثل تركيا واليونان، حيث تقع مصر على لوح إفريقيا الشمالية الذي يتسم بالنشاط الزلزالي الأقل بالمقارنة مع ألواح أخرى، وفقًا للخبراء، تصل الموجات الزلزالية إلى مصر بفعل انتقالها عبر الألواح التكتونية، مما يسبب شعور بعض الأفراد بالهزات، وهذا التفصيل يوضح أن موقع الحدث الزلزالي والمسافة بين المركز والمناطق المأهولة يؤثران بشكل كبير على قوة الشعور بالهزة.
لماذا يشعر البعض بالزلازل أكثر من غيرهم؟
تختلف استجابة الناس للهزات الأرضية نتيجة لعدة عوامل، منها طبيعة التربة تحت المباني حيث تؤثر التربة الرخوة على تضخيم الهزات مقارنة بالتربة الصلبة، كما أن سكان الطوابق العليا أكثر شعورًا بالهزات نتيجة حركة المباني في القمة بشكل أكبر، من ناحية أخرى، فإن طبيعة الأنشطة الجسدية أثناء الهزة تلعب دورًا، فالشخص الذي ينام أو يجلس في هدوء يكون أكثر إحساسًا بالاهتزاز مقارنة بشخص في حالة حركة مستمرة، ولوحظ أيضًا أن التردد الطبيعي للمبنى ومدى توافقه مع موجات الزلزال يُحدث فرقًا كبيرًا في الشعور.
كيف تفسر الدراسات العلمية تباين الإحساس بالهزات؟
تشير الأبحاث من جامعة كاليفورنيا أن الشعور بالزلزال يتفاوت حسب العوامل الجغرافية والبنيوية والشخصية، الموقع الجغرافي للأفراد يؤثر بشكل كبير على شعورهم بالهزة، حيث تزداد درجة الإحساس في المناطق القريبة من مصادر الزلزال وبوجود تربة رخوة، إلى جانب ذلك، تؤكد الدراسات أن عمق الزلزال يعد عنصرًا مهمًا، فالزلازل العميقة قد تمر دون أن يشعر بها الكثيرون، بينما الزلازل السطحية تكون أكثر وضوحًا، الحالة النفسية والصحية تساهم أيضًا في تحديد مدى إدراك الشخص للهزات.
وفي النهاية، يظل الزلزال ظاهرة طبيعية تعكس حركة الألواح الأرضية الديناميكية، ورغم أن مصر ليست ضمن المناطق ذات النشاط الزلزالي المرتفع، إلا أن المتابعة المستمرة وأخذ الاحتياطات اللازمة يعدان من أهم سبل الحفاظ على الأمان المجتمعي، فمن الضروري أن نكون على وعي بالمخاطر الطبيعية وكيفية التعامل معها.