«أسرار جديدة» سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي اليوم محدث بدقة

العملة السورية تعافت بشكل ملحوظ أمام الدولار الأمريكي في الأيام الماضية، بعد أن مرّت بفترة صعبة شهدت فيها انخفاضًا حادًا في قيمتها خلال الشهر الجاري، ما دفع كثيرين للقلق بشأن مستقبل الوضع الاقتصادي في البلاد، لكن مع بداية تحسن المعروض من العملات الأجنبية وتدخل البنك المركزي، أصبحت الحركة أكثر استقرارًا، مما منح أملًا جديدًا للسوق المحلية في سوريا.

تطورات العملة السورية أمام الدولار في السوق المحلية

شهدت العملة السورية تحولات كبيرة خلال الفترة الماضية، فقد سجلت الليرة السورية أدنى مستوى لها في بداية ديسمبر عندما بلغ سعر الدولار في دمشق 25000 ليرة للبيع، و20000 ليرة للشراء، وهو رقم غير مسبوق أزعج الجميع، لكن بعد أيام قليلة بدأت العملة السورية تعود للتحسن تدريجيًا، حيث وصل سعر صرف الدولار إلى حوالي 9950 ليرة للشراء و10025 ليرة للبيع، وهو مؤشر قوي على تعافي السوق، وهذا نتيجة عدة عوامل من بينها تحسن معروض العملات الأجنبية بسبب عودة السوريين إلى بلادهم بصفة تدريجية، إضافة إلى تدخل البنك المركزي بشكل مباشر لتثبيت الأسعار ودعم السوق.

الأدوار التي قام بها البنك المركزي في استقرار العملة السورية

البنك المركزي السوري كان له دور محوري في استعادة نشاط العملة السورية أمام الدولار، فقد أعلن تحديد سعر صرف الدولار عند 12500 ليرة للشراء و12625 ليرة للبيع، كما حدد سعر دولار الحوالات عند 12500 ليرة، وهو قرار ساهم في ضبط الأسواق وتهدئة توقعات التجار والمواطنين، بالإضافة إلى جهوده في طمأنة المدخرين بأن ودائعهم وأموالهم محمية في المصارف السورية، مؤكدًا أن الليرة السورية هي العملة الرسمية المعتمدة، وهذا بدوره ساهم في بناء ثقة جزء كبير من المواطنين تجاه الاستقرار الاقتصادي، مما أوقف النزيف في قيمة العملة وأعاد بعض التوازن لسوق الصرف.

عوامل رئيسية تدعم تحسن العملة السورية أمام الدولار

رفع مستوى الثقة في الليرة السورية يعتمد على عدة عوامل متشابكة، منها:

• تحسين معروض العملات الأجنبية في السوق المحلية نتيجة لتحويلات السوريين المقيمين بالخارج إلى داخل البلاد
• إجراءات البنك المركزي في تثبيت سعر الصرف وتوفير السيولة اللازمة للمصارف
• ضبط منافذ التهريب وتحسين الوضع الأمني ما ينعكس إيجابيًا على النشاط الاقتصادي
• تشجيع الاستثمار المحلي وتسهيل الإجراءات للحفاظ على تدفق الموارد المالية

هذه الخطوات ساعدت لنشر جو من الاطمئنان تدريجيًا، مما انعكس بدوره بشكل إيجابي على سعر العملة السورية أمام الدولار، وأيضا استطاعت الموازنة بين العرض والطلب في السوق، على الرغم من التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تمر بها البلاد.

تشير هذه البيانات إلى أن العملة السورية تعافت بشكل تدريجي بعد وصولها إلى مستويات حرجة خلال الفترة الماضية، كما أن الدور الكبير للبنك المركزي والتغيرات في سلوك السوق المحلية وتحسن إمدادات العملات الأجنبية كانت أسبابًا رئيسية في هذه العودة، وكلما استمرت هذه العوامل على نفس النسق، من المتوقع أن يستقر سعر صرف الليرة السورية في المستقبل القريب.