زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، سعد العولقي، يشكل شخصية متجددة في المشهد اليمني منذ توليه القيادة في مارس 2024، حيث عاد بخطاب يحمل الكثير من الموروث القديم لكنه مرتبط بشكل خاص بواقع غزة، مستغلاً الأوضاع الإنسانية لتجميل صورة التنظيم المتدهورة وسط أزمات داخلية وضغوط متعددة على الساحة الجهادية.
سعد العولقي والكلمة المفتاحية في خطاب غزة
في خطابه، اعتمد العولقي على إعادة تقديم “الكلمة المفتاحية” التي طالما ارتبطت بها التنظيمات الجهادية، مستثمراً مأساة قطاع غزة كمنصة إعلامية مؤثرة. لم يختلف الخطاب كثيراً عن تلك النصوص التي كانت تُلقى في السابق، حيث كرر الدعوة إلى “الجهاد العالمي” ونصرة الفلسطينيين، مع استمراره في حديثه عن القتال وضرورة حمل السلاح، والعلاقة بين القضية الفلسطينية والصراعات المختلفة حول العالم. رغم هذا، بدا الخطاب مقيداً وغير مؤثّر بسبب افتقاره إلى رؤية استراتيجية متماسكة، وهو ما يعكس حال التنظيم في الوقت الراهن.
تجاهل الحوثيين وعلاقة الكلمة المفتاحية بالطرف الآخر
أحد أبرز الملاحظات على خطاب العولقي هو الإغفال الكامل لذكر مليشيات الحوثي، رغم العلاقة السابقة بين الطرفين. يُنظر إلى هذا التجاهل كخطوة محسوبة تهدف إلى إظهار قدر من “الاستقلالية” عن الحوثي، رغم استمرار التعاون العملي. هذا التحرك يدل على رغبة في الحفاظ على صورة التنظيم منفصلة عن دعم الحركات الإيرانية، وهو ما يتضمن الخلاف الظاهري بين الأطراف، بينما تبقى المعطيات على الأرض تشير إلى اتفاق ضمني بعدم الاعتداء المتبادل. في هذه الحالة، تُستخدم “الكلمة المفتاحية” لتدعيم الخطاب الذي يبرر التواجد والتنفيذ على الأرض، مع تجاهل أي صراعات داخلية حقيقية.
الأزمات التي تكشفها الكلمة المفتاحية في تنظيم القاعدة
تظهر “الكلمة المفتاحية” التي اعتمد عليها العولقي كرمز لتنظيم يعاني من ضعف بنيوي واضح، كما تبرز في خطابه المطالب بالحشد والإعداد عبر طرق تقليدية قديمة مثل التمويل من القبائل وتهيئة ساحات للصراع، وهي خطابات تشي بأزمة مالية وتنظيمية. كما يمكن النظر في النقاط التالية التي تلخص الحالة التي يعانيها التنظيم:
- الاعتماد على أساليب دعائية بدلاً من استراتيجيات عسكرية نوعية
- التحول من عمليات جهادية مركزة إلى دعوات للفوضى المدنية والمظاهرات
- ضعف القدرة التنظيمية والمالية والتقنية لتطوير المشروع الجهادي
- الافتقار إلى قيادة تنفيذية فاعلة معتمد عليها في المهام الكبرى
- استخدام الأزمة الفلسطينية كوسيلة لتحريك الحركات الشعبية لا أكثر
هذا الوضع يضع التنظيم في موضع غير مستقر، إذ يحاول بواسطة “الكلمة المفتاحية” الحفاظ على مكانة رمزية ضمن المشهد الإقليمي، لكنه يعجز عن تقديم خطوات عملية فعلية تؤكد عودته بصيغة مختلفة.
العنصر | الخطاب السابق | خطاب العولقي الحالي |
---|---|---|
المحور الرئيسي | الجهاد العالمي ضد الغرب والدفاع عن الإسلام | استغلال مأساة غزة وتجنيد الدعم الشعبي |
استراتيجية العمليات | عمليات نوعية وتنفيذ منظم | دعوات للفوضى المدنية والتحريض على العنف القبلي |
العلاقات الإقليمية | تعاون واضح مع الحوثيين ودعم إيراني | إعلان استقلال شكلي وتجاهل الحوثيين علنياً |
الدعم المالي | تمويل داخلي وخارجي من شبكات معقدة | أزمة مالية واضحة وحاجة لتمويل قبلي محلي |
تُظهر المقارنة مدى التغير الحاصل، فالخطاب الحالي يعتمد على رمزية الكلمة المفتاحية أكثر من تطبيق حقيقي على الأرض، مما يبرز حالة الإحباط والتراجع.
دور الإعلام في إعادة إحياء الكلمة المفتاحية لدى القاعدة
لا يمكن تجاهل استخدام العولقي للعناصر الإعلامية في صياغة خطاب مركّز حول “الكلمة المفتاحية” بهدف رفع معنويات التنظيم وأتباعه، فجاء الخطاب مليئاً بمشاهد مؤثرة لأطفال فلسطين، وتكرار شعارات الجهاد ونصرة فلسطين التي باتت عنصر جذب شعبي في المنطقة. وللنجاح في مثل هذه الخطابات، من الضروري اتباع خطوات منظمة لضمان التأثير، يمكن تلخيصها كما يلي:
- انتقاء الموضوعات ذات التأثير العاطفي المباشر على الجمهور المستهدف
- استخدام مشاهد حية وموثقة لتعميق الرسالة وتكثيف الشعور بالمسؤولية
- تكرار الكلمات والعبارات التي ترتبط بـ”الكلمة المفتاحية” لتعزيز تذكرها
- تركيب محتوى يجمع بين الدعوة إلى العمل وتأطير الهدف ضمن إطار ديني أو أيديولوجي
- توزيع المحتوى عبر قنوات إعلامية متعددة لضمان الانتشار
من خلال هذه الآليات الإعلامية، تظل “الكلمة المفتاحية” جزءاً لا يتجزأ من خطاب التنظيم رغم التحديات التي يواجهها على الأرض، حيث تسعى الجماعة لاستثمار الأزمات الإنسانية لتعزيز وجودها وإنعاش صورتها في الساحة.
برغم كل الجهود الإعلامية والظهور الدعائي، يبقى السؤال الأكبر حول مدى قدرة التنظيم على تحقيق تأثير فعلي يتجاوز حدود الشعارات والكلمات، فيما يبدو أن الكلمة المفتاحية تُستخدم بشكل رئيسي كأداة لإبراز وجود ضعيف أمام جمهور مفتقد للثقة، في انتظار أن تسقط الأوراق وتتكشف حقيقة المشهد بالكامل.
مايو: تأجيل أقساط القروض في البنوك الأردنية يخفف الأعباء المالية مؤقتًا
«مكافآت حصرية» أكواد بتاريخ النهاردة فري فاير كيف تحصل على جوائز نادرة بسهولة اليوم
ارتفاع أسعار الذهب في الإمارات اليوم الجمعة وعيار 21 يصل إلى 357 درهم
«فرصة ذهبية» اكسب المليون دولار في مسابقة الحلم مع مصطفى الآغا بسهولة
«قفزة جديدة» في سعر الذهب اليوم بمصر.. تحديث لحظي لأسعار الخميس
«توقعات مثيرة» مواعيد قطارات عيد الأضحى 2025 الإضافية هل تم الإعلان عنها رسمياً؟
سيدات الأهلي يتوجن بكأس مصر في الثلاثية المحلية بفوز تاريخي
«سرعة مذهلة» أسرع قطارات السكة الحديد تعرف على مواعيد وأسعار قطار تالجو اليوم