أسعار الذهب ترتفع بقوة.. تحذيرات الخبراء للمستثمرين من مخاطر الخسارة

شهد سوق الذهب العالمي مؤخراً حالة من النشاط والنمو غير المسبوق مع ارتفاع أسعار الذهب لأرقام قياسية جديدة، حيث تجاوز الأونصة مستوى 3500 دولار، مما عزز الإقبال على هذا المعدن النفيس سواء من البنوك المركزية التي زادت بشكل كبير من مشترياتها أو المستثمرين الأفراد الذين يبحثون عن استثمارات آمنة وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي المتزايد.

العوامل المؤثرة على ارتفاع أسعار الذهب

يعود ارتفاع أسعار الذهب إلى العديد من العوامل الاقتصادية والسياسية، منها تزايد القلق الجيوسياسي والتوترات العالمية التي أدت إلى اعتبار الذهب ملاذاً آمناً يحمي الاستثمارات، إذ يُنظر إلى الذهب على أنه مخزن ذو قيمة لا يتأثر بتقلبات الأسواق الاقتصادية بشكل فوري، كما أسهمت السياسات النقدية للبنوك المركزية، مثل التيسير الكمي، في تعزيز الطلب على الذهب خصوصاً من قبل البنوك المركزية في دول مثل الهند والصين وروسيا.

بالإضافة إلى ذلك، ساهم الارتفاع الملحوظ في الانكماش الاقتصادي العالمي وضغط التضخم على تعزيز مكانة الذهب، حيث يُعتبر تحوطاً فعّالاً ضد هذه التحديات الاقتصادية، كما أن تراجع العملات الرئيسية مثل الدولار خلق فرصة إضافية لزيادة الإقبال على المعدن النفيس.

هل ارتفاع الذهب مستدام؟

بينما يرى بعض المحللين الاقتصاديين أن هناك إمكانية لاستمرار هذا النمو، يشير آخرون إلى احتمالية حدوث تصحيح مستقبلي في سوق الذهب، إذ أن التزايد السريع في الأسعار قد يهدد بتكوين فقاعة قابلة للانفجار، وقد حدث ذلك بالفعل في الماضي عندما واجهت أسعار الذهب انخفاضاً كبيراً بعد ارتفاعات قياسية كما حدث في عامي 1980 و2011.

من جهة أخرى، يذهب المؤيدون لاستمرارية ارتفاع الأسعار إلى أن العوامل الجيوسياسية الحالية قد تخلق طلباً مستداماً على الذهب خصوصاً في ظل استمرار البنوك المركزية في تعزيز احتياطاتها بالذهب بدلاً من العملات الورقية، علاوة على توقعات بأن الأزمات المالية العالمية وخفض أسعار الفائدة قد تعزز من إقبال المستثمرين على المعدن الأصفر.

هل يمكن أن تنفجر الفقاعة؟

في حين يعتقد البعض أن أسعار الذهب يمكن أن تصل إلى مستويات أعلى قد تتخطى 4000 دولار للأونصة خلال السنوات المقبلة، يحذر خبراء آخرون من أن السوق قد يشهد تقلبات كبيرة خصوصاً إذا تم تخفيف الأزمات الجيوسياسية أو انخفاض الطلب الصناعي على الذهب.

المخاطر تكمن أيضاً في أن أسعار الذهب قد تتأثر بعوامل مثل زيادة المعروض من الذهب المُعاد تدويره وارتفاع معدل إنتاج شركات التعدين العالمية، مما قد يؤدي إلى تكوين فائض في السوق وبالتالي انخفاض الأسعار، لذا فإن التوقعات تشير إلى احتمالية حدوث انخفاض في الأسعار على المدى الطويل في حالة زوال المحفزات الكبرى التي دفعت السوق إلى أرقام غير مسبوقة.

أخيراً، يُنصح المستثمرون بالتعامل بحذر مع سوق الذهب وعدم تخصيص جميع أصولهم في السبائك والعملات الذهبية، بل يجدر بمستثمري الذهب تضمينه كجزء من محفظة استثمارية متنوعة لتقليل المخاطر والاستفادة من استقرار المعدن النفيس على المدى الطويل.