أسعار المواد الخام تؤثر على تطوير خمس محاور رئيسية للصناعات المغذية في مصر اليوم

الصناعات المغذية في مصر محور أساسي لضمان تطور القطاعات الإنتاجية ونجاحها، إذ تمثل هذه الصناعات الركيزة التي تبنى عليها منظومة الصناعة المحلية بالكامل؛ فهي تدخل في تصنيع معظم المنتجات كأجزاء ومكونات لا غنى عنها، مما يجعل دعم وتنمية الصناعات المغذية ضرورة حيوية لتقوية الاقتصاد الوطني وتعزيز تنافسية مصر على الصعيدين المحلي والعالمي.

تعزيز نمو الصناعات المغذية في مصر من خلال إنشاء مجمعات صناعية متخصصة

يعد إنشاء مجمعات صناعية نموذجية متخصصة في المناطق الريفية والقروية من الخطوات الجوهرية لتطوير الصناعات المغذية في مصر، إذ إنها توفر بيئة عمل منظمة تتيح للحرفيين وأصحاب الصناعات اليدوية البقاء بالقرب من مناطق سكناهم دون الحاجة للانتقال إلى أطراف المدن الكبرى، وهو ما يسهم في استقرار القوى العاملة وتسهيل التوسع الصناعي في هذه المناطق. تستند هذه الاستراتيجية إلى تجارب ناجحة في دول مثل الصين وتركيا التي حققت نقلة نوعية عبر إقامة تجمعات صناعية متخصصة تدعم الصناعات المغذية بشكل متكامل، مما يعزز قدرة هذه الصناعات على توفير المكونات وقطع الغيار بجودة عالية وأسعار تنافسية.

دور التأهيل والتدريب في رفع كفاءة الصناعات المغذية في مصر

يصنع التأهيل والتدريب الفارق في نقل الصناعات المغذية إلى مستويات أعلى من الجودة والاحتراف، حيث تلعب غرفة الصناعات الهندسية دورًا بارزًا في تأهيل أصحاب الورش والمنشآت الصغيرة والمتوسطة؛ بالتركيز على رفع كفاءاتهم من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة وتبني أفضل الممارسات الإنتاجية. ومن هذا المنطلق، أبرمت الغرفة بروتوكول تعاون مع مركز تحديث الصناعة لتأهيل 600 شركة، مع تخصيص 10 ملايين جنيه لدعم هذا الجهد؛ ما يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الجهات المختصة لتنمية الصناعات المغذية وتعزيز دورها في دعم الصناعات الوطنية.

المحفزات المالية والحوافز الداعمة لتنمية الصناعات المغذية في مصر

يشكل توفير التمويل الميسر والحوافز المتنوعة ركيزة قوية لتعزيز الصناعات المغذية في مصر؛ إذ يتطلب دعم هذه الصناعات خاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة توفير حزم تشجيعية متنوعة تشمل الحوافز الضريبية والتأمينية والإجرائية، بهدف تخفيف الأعباء المالية عنها وتمكينها من تجاوز التحديات التي تواجهها في مراحلها الأولى. من ناحية أخرى، يدعو الخبراء إلى إعادة تفعيل مبادرات التمويل بفوائد منخفضة مثل مبادرة الـ5%، ومواءمة أسعار الفائدة لجميع الصناع لمعدل مخفض، ما يضمن بيئة تمويلية مواتية تزيد من فرص نمو هذه القطاعات الحيوية.

• إنشاء مجمعات صناعية نموذجية متخصصة في القرى والمناطق الحرفية
• تأهيل وتدريب الكوادر الصناعية باستخدام التكنولوجيا الحديثة
• توفير تمويل ميسر وحوافز ضريبية وتأمينية لتعزيز النمو الصناعي

تشكل الصناعات المغذية في مصر العمود الفقري للعديد من القطاعات الصناعية، ومن الطبيعي أن يكون تطوير بنيتها التحتية واحدًا من المحاور الخمسة لتنميتها؛ إذ يستلزم الأمر تحديث خطوط الإنتاج واعتماد الابتكار والتكنولوجيا المتطورة في مجالات متخصصة كالخراطة، والـ CNC، وتصنيع الضفائر المعدنية، وطلاء السيارات، وغيرها من الأنشطة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالصناعات المغذية المحلية. إضافة إلى ذلك، تشكل الصناعات المغذية مناخ جذب قوي للاستثمارات الأجنبية، خاصة في قطاعات مثل صناعة السيارات، حيث يفضل المستثمرون وجود مكونات محلية توفر عليهم تكاليف الاستيراد وتزيد من الكفاءة الصناعية.

مما هو واضح، فإن تطبيق المحاور الخمسة لتنمية الصناعات المغذية في مصر – والتي تتمثل في إنشاء مجمعات صناعية متخصصة، التدريب والتأهيل، التمويل والحوافز، وتحسين البنية التحتية الصناعية – سيقود إلى نهضة صناعية حقيقية ترتقي بالصناعة المصرية وتضعها في مصاف المنافسة العالمية، معززة القدرة على الاعتماد الذاتي وتوفير فرص عمل مستدامة تلبي تطلعات السوق والقوى الوطنية.