أسعار النفط تحت الضغط.. الرسوم الأمريكية وخلافات أوبك+ تعمّق التراجع

تراجعت أسعار النفط العالمية بأكثر من 1% مع نهاية تداولات الأسبوع، في ظل تأثيرات متجددة ناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية والتطورات المتعلقة بتحالف “أوبك+”، حيث يترقب المستثمرون تأثيرات هذه العوامل على سوق النفط، وتأتي هذه الانخفاضات مع استمرار حالة الضبابية حول مستقبل الإمدادات والسياسات التجارية للولايات المتحدة التي تؤثر بشكل مباشر على الطلب العالمي للطاقة.

انخفاض مقلق في أسعار النفط

شهدت العقود الآجلة لخام برنت تراجعًا بمقدار 26 سنتًا، ما يوازي انخفاض بنسبة 0.41% ليستقر سعر البرميل عند 63.89 دولارًا، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تراجعًا بنحو 27 سنتًا أي ما يعادل 0.44% ليصل سعر البرميل إلى 60.67 دولارًا، ويرتبط هذا الانخفاض بمخاوف متزايدة من احتمال وجود فائض في الإمدادات بالتزامن مع ترقب المتعاملين لقرارات تحالف “أوبك+” بشأن زيادة الإنتاج في الأسابيع المقبلة.

عودة الرسوم الجمركية تزيد من ضبابية النفط

أعاد قرار محكمة استئناف أمريكية تفعيل رسوم جمركية على واردات معينة، كانت قد فرضتها الإدارة السابقة بقيادة دونالد ترامب، حالة التشويش للأسواق، إذ أن هذه الرسوم أُوقِف العمل بها بشكل مؤقت بقرار صادر عن محكمة أدنى، ما أثار الشكوك حول السياسات التجارية المستقبلية للولايات المتحدة، وتزايد الأسئلة بشأن تأثيرها المحتمل على الطلب العالمي للنفط، ومع تصاعد هذا الالتباس القانوني، أصبحت أسواق النفط أكثر عرضة لتقلبات إضافية في الأسعار، نتيجة تغير التوقعات حول حركة الاستيراد والتصدير.

توترات داخل “أوبك+” تعزز ضبابية النفط

ينتظر المستثمرون نتائج اجتماع تحالف “أوبك+” المقرر عقده يوم السبت، حيث تشير التوقعات إلى احتمال زيادة جديدة في الإنتاج ابتداءً من يوليو المقبل، ومع ذلك، يبدو أن خلافات داخل التحالف تضيف حالة من عدم اليقين، ومن بين أبرز الخلافات تلك المتعلقة بكازاخستان ودورها في تجاوز الحصص الإنتاجية المقررة، على الرغم من محاولة وزير الطاقة الكازاخي طمأنة السوق بأن حصة بلاده لا تتعدى 2% من الإمدادات العالمية، ويدفع هذا التوتر بين الأعضاء إلى إمكانية ظهور قرارات غير متوقعة قد تؤثر على استقرار الأسواق.

زيادة إنتاج محتملة في اجتماعات “أوبك+”

أكد روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع في “ويستباك”، أن التوتر بين كازاخستان وأوبك+ كان واضحًا خلال هذا الأسبوع، موضحًا أن هناك احتمال لزيادة كبيرة في مستويات إنتاج النفط خلال الاجتماع المقبل للتحالف، وقد تتجاوز هذه الزيادة مقدار الاجتماعَين السابقَين عندما تم رفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا، وتشير بعض التحليلات إلى أن أي زيادة في الإنتاج ستكون خطوة حساسة في ظل التحديات التي تواجه السوق.

بناءً على المؤشرات الحالية وعوامل الضبابية التي تشمل الرسوم الجمركية وخلافات “أوبك+”، تبدو أسواق النفط في حالة من الترقب، وسط توقعات باتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى تغيرات مؤثرة على الإمدادات العالمية واستراتيجيات الاستثمار المستقبلية في هذا القطاع الحساس.