أسعار النفط تهبط عالمياً مع قرار أوبك+ رفع الإنتاج.. كيف سيؤثر على السوق؟

شهد سوق النفط تراجعًا ملحوظًا بعد إعلان تحالف “أوبك+” زيادة إنتاج النفط اعتبارًا من سبتمبر المقبل، وهو ما دفع أسعار النفط إلى الهبوط وسط مخاوف من زيادة المعروض العالمي واستمرار الضغوط الاقتصادية، خاصة مع توتر العلاقات التجارية الدولية.

تأثير زيادة إنتاج النفط من “أوبك+” على أسعار النفط العالمية

أعلنت مجموعة “أوبك+” عن موافقتها على رفع الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يوميًا بداية من الشهر المقبل، في خطوة تلغي بشكل كبير التخفيضات الطوعية التي أقرتها السعودية وروسيا وشركاؤهم خلال عام 2023؛ ما تسبب في هبوط خام برنت إلى ما دون 69 دولارًا للبرميل، بينما اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 67 دولارًا؛ ويُعد هذا التراجع بعد ثلاثة أشهر من المكاسب المتواصلة مؤشرًا على حالة القلق التي تنتاب السوق بسبب احتمال زيادة المعروض العالمي بشكل مفرط، في ظل توافق العديد من العوامل الاقتصادية التي تُثقل كاهل الطلب.

تداخل الرسوم الجمركية وقلق الأسواق حول الاقتصاد الأمريكي وتأثيرها على النفط

ساهم استمرار فرض الرسوم الجمركية من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في زيادة حالة الشك حيال آفاق الاقتصاد الأمريكي، الذي يُعتبر أكبر مستهلك للطاقة عالميًا؛ إذ صدرت مؤخرًا بيانات ضعيفة حول سوق العمل في الولايات المتحدة، وهو ما عزز المخاوف من تباطؤ اقتصادي محتمل يؤثر سلبًا على الطلب على النفط؛ وتزامن ذلك مع تحركات محتملة من واشنطن لتشديد القيود على صادرات الطاقة الروسية، لا سيما مبيعات النفط إلى الهند، في إطار الضغوط السياسية لمواجهة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا؛ بينما لم تصدر الهند بعد تعليمات واضحة لوقف استيراد الخام الروسي، وألمح الرئيس ترامب إلى احتمال تطبيق عقوبات ثانوية تُطبق اعتبارًا من 8 أغسطس، مع احتمال زيارة مبعوثه الخاص إلى موسكو قريبًا.

توقعات الإنتاج وتذبذب أسعار النفط وسط ترقب تحركات “أوبك+” والعقوبات

يرى محللو “جولدمان ساكس” أن تحالف “أوبك+” قد يحافظ على مستويات الإنتاج الحالية بعد سبتمبر، مؤكدين على حرية ومرونة السياسة الإنتاجية للحفاظ على توازن السوق؛ وأضاف البنك الأمريكي أن متوسط سعر خام برنت قد يُستقر عند 64 دولارًا للبرميل خلال الربع الأخير من 2025، مع توقعات لهبوط تدريجي إلى 56 دولارًا في 2026؛ وفي رد فعل أولي على القرارات، ظهرت حركة بيعية واضحة في أسواق العقود الآجلة للنفط؛ وأوضح رئيس أبحاث مجموعة “بيبرستون” الأسترالية، كريس ويستون، أن السوق لا يستقر بسبب الغموض المحيط بمصير العقوبات الأمريكية الجديدة، ومستوى الإنتاج المستقبلي لتحالف “أوبك+”، بالإضافة إلى بيانات المخزون الأمريكية وأداء الاقتصاد العالمي؛ ما يجعل أسعار النفط في حالة ترقب مستمرة وسط تقلبات ومعطيات متغيرة.

• زيادة إنتاج النفط من “أوبك+” بحوالي 547 ألف برميل يوميًا بداية من سبتمبر
• تراجع أسعار النفط عقب إعلان التحالف وخشية زيادة المعروض العالمي
• استمرار الرسوم الجمركية الأمريكية يؤدي إلى ضعف بيانات سوق العمل وتأثيرها على الطلب
• الترقب مستمر بشأن فرض عقوبات جديدة على صادرات الطاقة الروسية، وخاصة إلى الهند
• محللو الأسواق يتوقعون استقرار في الإنتاج وتحركات سعرية متفاوتة مع مرور الوقت