«أمواج متقلبة» استقرار أسعار النفط مع تراجع شهية المخاطرة وارتفاع المخزونات

النفط استقر سعره مؤخرًا وسط علامات مبهمة على ضعف السوق، مما جعل الزخم الصاعد في الأصول عالية المخاطر يفقد بعض قوته، إذ هبطت عقود خام غرب تكساس الوسيط قليلاً قرب 66 دولارًا للبرميل، بعد تصريحات رئيسية من الرئيس الأمريكي حول عدم وجود خطة لعزل جيروم باول، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما أعطى دعمًا للأسهم، في حين أظهرت بيانات تراجع الطلب على منتجات التقطير وزيادة المخزونات في مركز كوشينج بأوكلاهوما.

تغيرات أسعار النفط وتداعياتها على السوق

أسعار النفط شهدت تقلبات دقيقة مع محاولات السوق إيجاد توازن بين قوى العرض والطلب، خاصة بعد تسجيل تراجع بنسبة 1.7% في وقت سابق خلال يوم التداول، حيث تؤثر البيانات الحكومية على ظروف السوق بشكل ملحوظ، إذ كان انخفاض الطلب على منتجات التقطير وارتفاع المخزونات في نقاط التخزين الرئيسية مؤشرًا يعزز احتمالية ضعف السوق، مما يحد من فرص الارتفاع الكبير، ويجعل المستثمرين أكثر حذرًا في تحركاتهم، مع توقعات متباينة بين الخبراء حول المدى القريب.

العوامل الموسمية وتأثيرها على الطلب العالمي للنفط

الطلب على النفط يتعرض لتغييرات موسمية واضحة، مع ذروة موسم الطلب التي تدعم الأسعار قليلاً رغم الضعف العام، إذ يشير فرانك مونكام، الخبير في تداولات الاقتصاد الكلي، إلى أن السوق يتحرك ضمن نطاق عرضي ضيق بسبب ضعف التوترات الجيوسياسية، ويبدأ الطلب الموسمي في إعطاء بعض الزخم، لكن الأسواق تظل مترقبة لأي تغييرات في المعروض، خصوصًا مع تحركات تحالف أوبك+ الذي يعيد ضخ الإمدادات، مما قد يؤدي إلى فائض في العرض لاحقًا.

مستقبل النفط بين توقعات الأسواق وقراءات البيانات الرسمية

حتى مع استمرار ارتفاع أسعار النفط منذ مايو، فإن المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية تشكل نقطة غموض في تقديرات الطلب، مما دفع محللي “جولدمان ساكس” لرفع توقعاتهم لأسعار خام برنت في النصف الثاني من العام مع توخي الحذر لعام 2026، بينما تُظهر المؤشرات الحالية شحًا في الإمدادات القصيرة الأجل، حيث تبقى المخزونات منخفضة عند أدنى مستوياتها، مما يخلق هيكل عقود تصاعدي مع وجود علاوات عالية على العقود الفورية، وهو ما يُعرف بـ”باكورديشن”، وفقًا لتقديرات “مورغان ستانلي”.

• تابع بيانات المخزونات الأسبوعية عن كثب لمراقبة تغيرات المعروض

بناء على المعطيات السابقة يتضح أن أسعار النفط تواجه تقلبات دقيقة، ويستمر الطلب الموسمي والقوى السوقية في إحداث تأثيرات متباينة على الأسعار، مما يتطلب متابعة مستمرة لاتجاهات العرض والطلب من أجل اتخاذ قرارات استثمارية ذكية تناسب التغيرات السريعة في السوق العالمي للنفط.