أمين الإفتاء يوضح حكم بقاء الزوجين معًا من أجل تربية الأولاد: ما الذي يجب معرفته؟

الحياة الزوجية التي تتسم بالخلافات المستمرة وغياب التواصل تشكل تحديًا نفسيًا واجتماعيًا كبيرًا، خصوصًا عند استمرارها من أجل الأولاد فقط دون إصلاح الوضع بين الزوجين، مما يفرض التفكير بعمق في كيفية التعامل مع هذه المشكلة لضمان سلامة الأسرة.

كيفية التعامل مع الخلافات المستمرة في الحياة الزوجية وتحسين التواصل

أكد الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن العيش معًا في حياة زوجية دون تواصل حقيقي بين الزوجين رغبةً في الحفاظ على الأولاد يعد أمرًا سلبيًا يؤثر سلبًا على الحالة النفسية والاجتماعية للطرفين، موضحًا أن الزواج الصحيح شرعًا لا يعني بالضرورة حياة زوجية سعيدة إذا افتقر الزوجان للحوار والتفاهم. وأشار إلى أن الخطوة الأولى نحو تحسين هذا الوضع تتمثل في المبادرة بالحوار الصادق بين الزوجين، مثل البدء بمحادثة صغيرة بعد صلاة العشاء، كأن يقول أحد الطرفين للآخر: “تعالَ أقعد معايا شوية”، فالتواصل هو الأساس لخلق بيئة أسرية مستقرة تشعر فيها الأسرة بالأمان والراحة.

دور الحلول الشرعية والاجتماعية في الحفاظ على الحياة الزوجية رغم الخلافات

في حالة عدم تحسن العلاقة بعد المبادرة بالحوار، يوضح أمين الفتوى أن الشرع يوجه للجوء إلى حكم من أهل كلا الزوجين، وهو أسلوب شرعي لتحكيم العقلاء والمحافظة على كيان الأسرة. لكنه يحذر من أن هذه المرحلة قد تأتي بنتائج متباينة؛ فهي قد تُصلح الأوضاع أو تزيد من التوتر إذا لم تُدار بحكمة. وهذا يؤكد على ضرورة استمرار المحاولات الجادة وعدم الاستسلام لصمت الأوضاع السلبية، إذ إن استمرار الحياة الزوجية المختلة لا يُمنع شرعًا لكنه غير محبذ إذا غاب عنه السعي للإصلاح.

استشارات متخصصة بين الزوجين: أهمية اللجوء إلى مراكز الدعم الأسري المعتمدة

ينصح الدكتور هشام ربيع بالرجوع إلى مراكز الدعم الاجتماعية والدينية المختصة، مثل وحدة “لَمّ الشمل” بالأزهر الشريف ومراكز دار الإفتاء، لتلقي المساعدة في معالجة الخلافات الزوجية بطرق مؤثرة ومحترفة، حيث تقدم هذه المراكز خدمات مجانية تساهم بشكل كبير في تحسين العلاقات الأسرية. ويروي أن نسبة نجاح هذه الحلول تصل ما بين 85% إلى 95%، مما يُسهم في خروج الطرفين من الأزمة بحالة نفسية أفضل وروح معنوية مرتفعة.

الحفاظ على الأسرة ومصالح أولادها يتطلب منا إدراك أن استمرار الحياة الزوجية رغم وجود خلافات مستمرة لا يجب أن يكون على حساب السلامة النفسية والراحة الاجتماعية، بل لا بد من السعي الدائم للتواصل والإصلاح بوسائل شرعية ومهنية تضمن لكل طرف حقوقه واستقراره النفسي.