«أهمية الوحدة».. جميح يدعو لإعادة النظر في التحديات الوطنية الراهنة

تعتبر الوحدة اليمنية واحدة من أبرز القضايا المحورية التي تُطرح باستمرار على الساحة السياسية اليمنية، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها الوطن من انقسامات داخلية وتوترات سياسية، وفي هذا الإطار، أكد الدكتور محمد جميح أهمية العودة إلى مفهوم الوحدة الوطنية كطريق لاستعادة الاستقرار وتحقيق تطلعات الشعب اليمني، داعياً إلى حوار وطني يعزز القواسم المشتركة التي تجمع اليمنيين.

أهمية الوحدة اليمنية في تعزيز التلاحم الوطني

الوحدة اليمنية تمثل الإطار الذي يجمع الشعب اليمني بمختلف مكوناته، فهي ليست مجرد فكرة سياسية أو نظام حكم، بل هي تعبير عميق عن الهوية الوطنية المشتركة القائمة على الدين، والثقافة، والتاريخ، واللغة، وترتبط الوحدة أيضًا بالأمل في بناء مستقبل مشترك قائم على العدل والمساواة بين جميع أبناء الوطن، ويرى الدكتور جميح أن الـخلافات السياسية التي تشهدها البلاد حالياً تعود في جوهرها إلى مصالح النخب الحاكمة وليس إلى إرادة الشعب، مما يبرز الحاجة الملحة إلى تجاوز هذه الخلافات والعمل على إحياء روح الوحدة الحقيقية.

التحديات التي تواجه الوحدة اليمنية

بينما تمثل الوحدة اليمنية آمال الشعب في بناء دولة موحدة قوية، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة بسبب الأوضاع المتردية التي انعكست سلباً على كل مناحي الحياة، ومن أبرز هذه التحديات تباين المصالح الحزبية وضعف الإرادة السياسية لتحقيق تطلعات الشعب، بالإضافة إلى تنامي النزاعات المحلية التي عززت الانقسامات، وتجدر الإشارة إلى أن هذه التحديات ليست مجرد أزمات عابرة، بل أصبحت عاملاً مستداماً يعيق تحقيق وحدة وطنية حقيقية، وفي هذا السياق، شدد جميح على أن تجاوز تلك العقبات يتطلب تضحيات من النخب السياسية للعمل على مصلحة البلد العليا.

كيف تعيد الوحدة اليمنية بناء مستقبل اليمن؟

يشير الدكتور جميح إلى أن العودة إلى الوحدة الوطنية تمثل الحل الأساسي لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية المعقدة التي يعاني منها الشعب اليمني، فالوحدة الوطنية تعني تجاوز الحواجز المصطنعة التي فُرضت على الشعب، كما توفر الأساس لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، ومن خلال العمل على التكاتف والتعاون بين مختلف الفئات والمكونات المجتمعية، يمكن بناء مستقبل أكثر استقراراً وأمناً، ويدعو جميح إلى الحوار الوطني كآلية لنقل اليمن من حالة الانقسام إلى مرحلة جديدة تحقق فيها تطلعات الشعب في الحرية والعيش الكريم.

ختاماً، فإن نجاح الجهود الرامية إلى استعادة الوحدة اليمنية يعتمد على تكاتف الجميع، سواء من النخب السياسية أو الشعب، حيث يتعين على الجميع العمل بصدق وإخلاص لتجاوز الفوارق وتحقيق رؤية مشتركة لمستقبل اليمن الذي يسوده الاستقرار والعدالة، فالوحدة ليست مجرد خيار، بل هي ضرورة لوجود وطن يتسع لجميع أبنائه ويعبر عن تطلعاتهم.