
شهدت الأزمة المتفاقمة في المنطقة تصعيدًا خطيرًا بعد الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل على مطار صنعاء ومنشآت أخرى في اليمن، وهو ما دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إلى التحذير من خطورة هذه التطورات في سياق إقليمي هش، مطالبًا الأطراف كافة بضبط النفس والالتزام بالقانون الدولي لضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية.
تداعيات الضربات الإسرائيلية على مطار صنعاء
تسببت الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل على مطار صنعاء وميناء الحديدة في تدمير جزئي وكامل لمنشآت حيوية، بما في ذلك صالات الوصول والمغادرة في المطار، إلى جانب تدمير ثلاث طائرات مدنية، كما أشارت مصادر متعددة إلى انهيار البنية التحتية لمطار صنعاء بشكل شبه كامل، مما أخرج المطار عن الخدمة وأدى إلى تعطيل العمليات الإنسانية من وإلى اليمن، في وقت تعاني فيه البلاد من كارثة إنسانية متفاقمة بسبب النزاع المستمر.
من جهة أخرى، صرحت إسرائيل بأن الضربات الجوية استهدفت مواقع عسكرية تستخدمها جماعة الحوثي لنقل الأسلحة والبُنى التحتية المرتبطة بالأنفاق، وهو ما أثار استنكارًا واسعًا من أطراف محلية ودولية بسبب استهداف المنشآت المدنية الرئيسية التي تعد شريان الحياة للمواطنين اليمنيين، بما فيها محطات الكهرباء ومنشآت اقتصادية.
الموقف الدولي إزاء التصعيد في اليمن
أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن عن قلقه البالغ إزاء هذا التصعيد، مُؤكدًا أن الحل العسكري لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة، داعيًا جميع الأطراف إلى العودة إلى طاولة الحوار باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام، وشدد على ضرورة احترام القوانين الدولية التي تنص على حماية المدنيين والمنشآت المدنية من الاستهداف، حيث تتزامن هذه الأحداث مع تصعيد إقليمي واسع النطاق يهدد بتوسيع دائرة النزاعات في الشرق الأوسط.
وردًا على الضربات الإسرائيلية، أصدرت جماعة الحوثي بيانًا أعلنت فيه فرضها حظرًا جويًا على إسرائيل، متوعدة بالرد على أي تصعيد جديد يأتي من الجيش الإسرائيلي، وقد أشار البيان إلى أن الهجمات الأخيرة احتوت على استخدام صواريخ باليستية استهدفت مطار بن غوريون الإسرائيلي.
استمرار تدهور الأوضاع في اليمن
يواجه اليمن وضعًا إنسانيًا كارثيًا نتيجة التصعيد العسكري المستمر، إذ بات المدنيون يدفعون الثمن الأكبر من خلال تدمير البنية التحتية وانقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، ومع استمرار الضربات الجوية، ازدادت معاناة آلاف الأسر في صنعاء وباقي المناطق المستهدفة بسبب انعدام الخدمات وانتشار الخوف والذعر الناجم عن القصف، كما أدى استهداف المصانع ومحطات الوقود إلى رفع الأسعار ونقص حاد في المواد الأساسية، مما يهدد الملايين بأزمة معيشية خانقة.
في ظل هذا الوضع، يبقى التساؤل حول قدرة الأطراف المعنية، والدول الراعية للسلام، والأمم المتحدة، على كبح التصعيد وفتح مسارات جديدة للحوار لتحقيق هدنة طويلة الأمد ووضع حد لهذه المأساة الإنسانية المستمرة.