«أوهام غامضة» رسوم ترامب الجمركية الذهب تتراجع رغم كل التوقعات المستقبلية

الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الواردات أثرت بشكل غير متوقع على أسعار الذهب، حيث شهدت الأسواق هبوطًا ملحوظًا في سعر الأونصة متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، وهذا المزيج دفع الذهب للتراجع رغم التوترات الاقتصادية المحيطة بالتهديدات الجمركية، ما أثار دهشة المستثمرين في كيفية ارتباط الذهب بهذا الحدث بشكل سلبي.

كيف أثرت رسوم ترامب الجمركية على سعر الذهب

فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية مرتفعة على مجموعة من السلع المستوردة، منها المعادن مثل النحاس وبعض السلع التقنية، وهذا القرار أدى بصورة مباشرة إلى زيادة قوة الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى، ويرجع السبب إلى توقعات المستثمرين بأن الرسوم قد تؤثر على التضخم والأسواق المالية، مما رفع عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى مستويات قياسية في الأسابيع الماضية، وهما عاملان مرتبطان بشكل معكوس بأسعار الذهب التي تميل إلى الانخفاض عندما يرتفع الدولار وعائد السندات، حيث لم يتمكن الذهب من الاستفادة من الحالة الاقتصادية المتوترة الناتجة عن التهديدات الجمركية، مما دفع سعره إلى الانخفاض رغم توقعات الطلب على الملاذات الآمنة.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب في ظل ضغوط ترامب الجمركية

يتفاعل الذهب مع عوامل متعددة في ظل حالة عدم الاستقرار الاقتصادي وارتفاع الرسوم الجمركية، ومن أهمها:

• ارتفاع الدولار الأمريكي الذي يقلل من جاذبية الذهب المسعّر بالدولار
• ارتفاع عوائد سندات الخزانة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحاملي الذهب
• تخوف المستثمرين من زيادة التضخم نتيجة الرسوم الجمركية وهذا قد يعزز الطلب على الذهب في بعض الأحيان
• سلوك صناديق الاستثمار التي تشتري أو تبيع الذهب بناءً على تحركات الأسواق العالمية

هذه العناصر تسببت بضغط مزدوج على الذهب، فبينما كان متوقعًا أن يرتفع الطلب كملاذ آمن وسط التوترات التجارية، أدى ارتفاع المؤشرات المالية الأخرى إلى تأثير عكسي على الأسعار.

مقارنة بين أسعار الذهب العالمي والمحلي في ظل تأثير الرسوم الجمركية

يتضح من الجدول أن سعر الذهب المحلّي انخفض إلى جانب السعر العالمي، لكن ضعف الهبوط في السوق المحلي يعود إلى ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه، مما حد من تأثير انخفاض الذهب العالمي على السعر المحلي.

الرسوم الجمركية المفروضة من قبل ترامب، وإن كانت تستهدف قطاعات محددة ضمن التجارة العالمية، إلا أن تداعياتها وصلت إلى سوق الذهب عبر رفع الدولار الأمريكي وعوائد السندات، وهذا ضغط أعاد رسم خريطة الأسعار بشكل مختلف عن المتوقع التقليدي، حيث كان يُفترض أن يُعزز التوتر الطلب على الذهب لكن الواقع اتجه نحو انخفاض السعر، الأمر الذي يجعل المستثمرين أكثر حرصًا على متابعة تطورات السياسة الأمريكية وتأثيراتها على الأسواق العالمية والمحلية.