«أيقونة الكوميديا» إبراهيم نصر.. ذكرى رحيله الخامسة وملك الكاميرا الخفية

إبراهيم نصر، أيقونة الكوميديا وصانع البهجة، يعد واحدًا من أهم الفنانين في تاريخ الشاشة المصرية، وُلد في حي شبرا بالقاهرة عام 1946، وبرزت موهبته منذ الصغر من خلال تقليده الفنانين ومشاركته بالمسرح المدرسي، ليبدأ مشواره الفني المميز الذي أثرى الفن المصري في مجالات التمثيل والكوميديا والتقديم البرامجي، حتى أصبح اسمه مرتبطًا بالابتسامة والذكريات الجميلة.

إبراهيم نصر مشوار سينمائي خالد

بدأ إبراهيم نصر مسيرته السينمائية في السبعينيات من القرن الماضي، حيث شارك في أفلام بارزة مثل “بيت بلا حنان” عام 1976 و”حد السيف” عام 1986، كما لعب أدوارًا مميزة في أفلام مثل “امرأة واحدة لا تكفي” عام 1990 و”شمس الزناتي” عام 1991 بجوار النجم عادل إمام، فضلًا عن ظهوره اللافت في فيلم “إكس لارج” عام 2011، مما جعله واحدًا من أبرز النجوم الذين استطاعوا ترك بصمتهم في أدوار متنوعة، سواء كانت كوميدية أو تراجيدية.

امتازت أعماله بالصدق والبساطة، ما جعله قريبًا من قلوب الجماهير، فقد كان يُتقن اختيار أدواره بعناية فائقة دون الوقوع في نمطية أو استعراض زائد، وكان دائمًا يترك تأثيرًا قويًا لا يُنسى في كل دور قدّمه، بعيدًا عن الأدوار التقليدية المكررة.

الكاميرا الخفية.. بصمة إبراهيم نصر الرئيسية

اشتهر إبراهيم نصر ببرنامجه الأسطوري “الكاميرا الخفية”، الذي قدمه على مدار سنوات عديدة، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من طقوس شهر رمضان، حيث قام بخلق مواقف ومقالب مبتكرة تعتمد على البساطة والطرافة دون أن تسبب حرجاً للضيوف، ما جعل برنامجه يتسم بالحب والتقدير من جمهور واسع من مختلف الأعمار، ويُعد من أوائل المبدعين الذين نقلوا فكرة الكاميرا الخفية إلى مستوى احترافي ورفيع.

من أشهر الشخصيات التي قدمها في البرنامج شخصية “زكية زكريا”، السيدة المسنّة ذات الإطلالة الشعبية المميزة، التي أضافت مزيدًا من النجاح للبرنامج وأصبحت تمثل علامة فارقة في مشواره الفني، حتى أنها دخلت ذاكرة الثقافة الشعبية المصرية كواحدة من الشخصيات الأكثر تأثيرًا وشهرة.

وداع مؤثر وإرث فني خالد

في 12 مايو 2020، فارق إبراهيم نصر الحياة عن عمر يناهز 73 عامًا، إثر أزمة قلبية مفاجئة، وخيم الحزن على الوسط الفني والجماهير التي أحبته، وتم تشييع جثمانه في مراسم مؤثرة تعبيرًا عن مدى تأثيره في حياة الناس، فقد اعتُبر نموذجًا للفنان النقي وصاحب الأخلاق الرفيعة الذي أضحك القلوب وأسعد الملايين بفنه.

رغم رحيله، لا يزال إرثه الفني حيًا، حيث تُعرض أعماله باستمرار على القنوات، محققة نسب مشاهدة مرتفعة، وتبقى شخصية “زكية زكريا” عنوانًا للبساطة والابتكار، بينما يُعتبر إبراهيم نصر نموذجاً يُحتذى به للأجيال الجديدة في الإصرار على النجاح والاختلاف.