«إجبار صادم».. الحوثيون يُرغمون أطباء على قسم البراءة بالقرآن الكريم

«إجبار صادم».. الحوثيون يُرغمون أطباء على قسم البراءة بالقرآن الكريم
«إجبار صادم».. الحوثيون يُرغمون أطباء على قسم البراءة بالقرآن الكريم

تعد الواقعة المثيرة للجدل في صنعاء، حيث أجبرت ميليشيا الحوثي أطباء على قسم البراءة بالقرآن الكريم، نموذجًا صادمًا لتدهور المنظومة الصحية والقانونية في اليمن. تعكس هذه الحادثة الواقع المعقد الذي يشهده المواطنون والصراعات الاجتماعية الحادة التي باتت تزداد يومًا بعد يوم، وهو ما يحتاج إلى تسليط الضوء عليه لفهم أسباب هذه الأزمة العميقة والحلول المحتملة.

تأثير الحوثيين على القطاع الصحي في اليمن

تتعاظم التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في اليمن في ظل سيطرة ميليشيا الحوثي على عدة مناطق، حيث تحول المستشفيات إلى ساحات صراع بعيدًا عن دورها الإنساني. إغلاق مستشفى “النبلاء” في صنعاء بسبب حادثة وفاة الطفلة شهد فيصل هو مثال على هذا التأثير المأساوي. وفي حين أن الأسرة المتضررة طالبت بالتحقيق والمحاسبة، فإن غياب الدولة كطرف محايد ساهم في تفاقم النزاع، إضافةً إلى أن ضعف المجلس الطبي وانعدام الثقة في منظومة العدالة ألقيا بالمسؤولية مباشرة على الأطقم الطبية التي وجدت نفسها تحت ضغط اجتماعي وسياسي.

الأبعاد الاجتماعية والقانونية لحادثة قسم البراءة

حادثة إجبار الأطباء على القسم بالقرآن تشير إلى تنامي دور العدالة القبلية في التعامل مع القضايا الطبية والقانونية، في ظل افتقار اليمن لمؤسسات قادرة على فرض القانون. هذا النوع من العدالة البديلة يُضعف النظام الصحي ويزيد من هروب الكفاءات الطبية إلى الخارج، بالإضافة إلى أن هذه الإجراءات تثير مخاوف عميقة بشأن حقوق الأطباء العاملين في بيئات تعاني من انعدام الأمن وغياب المساءلة المهنية، خاصة في ظل تراجع فعالية المجالس الطبية المحلية وعدم قدرتها على التعامل مع القضايا الحساسة باحترافية ومصداقية.

الحلول الممكنة لإنقاذ النظام الصحي

تحتاج اليمن إلى حلول جذرية للنهوض بالقطاع الصحي، تتضمن دعم المجالس الطبية والمؤسسات القضائية لتكون قادرة على النظر في شكاوى الأخطاء الطبية. تعزيز الشفافية واعتماد القوانين التي تحمي الأطباء والمرضى على حد سواء يمكن أن يكون نقطة انطلاق لتقليل النزاعات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستثمار في تدريب الكوادر الطبية وتوفير بيئة عمل آمنة داخل البلاد يُعد ضرورة لمنع المزيد من هجرة العاملين المؤهلين. التعاون بين المؤسسات الدولية والمحلية لإعادة بناء البنية التحتية الصحية وتعزيز الخدمات الأساسية هو خيار هام لإعادة الثقة إلى النظام الصحي.

المشكلة الحل المحتمل
غياب المساءلة القانونية تعزيز دور المجالس الطبية والقضاء
هجرة الكوادر الطبية تحسين ظروف العمل داخل البلد
تنامي العدالة القبلية إعادة هيبة الدولة وتفعيل القوانين

في ظل الأوضاع الراهنة، تتطلب إعادة بناء قطاع الصحة في اليمن التركيز على استقرار النظام من خلال رفع مستوى المؤسسات وتأمين حقوق العاملين والمواطنين على حد سواء، مع تقليل تأثير الصراعات والنزاعات المحلية. العمل على ذلك سيساهم في تحسين الظروف الصحية وإحداث نقلة نوعية في حياة اليمنيين.