إصدار جديد يعرض قواعد البناء المعرفي في مناهج الأزهر بمعرض الكتاب

يُعتبر البناء المعرفي في المنهج الأزهري من المحاور الأساسية التي تسلط الضوء على كيفية تشكيل المعرفة وتنظيمها وفق قواعد دقيقة، وهذا ما يبرزه كتاب “البناء المعرفي ومعالمه في المنهج الأزهري.. أسس ومرتكزات” الذي أُصدر حديثًا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث يركز الكتاب على توضيح أثر البناء المعرفي في تطوير القدرات الفكرية للإنسان وفق مبادئ المنهج الأزهري.

أهمية البناء المعرفي في المنهج الأزهري وتأثيره على التفكير العقلاني

يناقش الكتاب أهمية البناء المعرفي كركيزة أساسية في المنهج الأزهري، حيث يُظهر كيف يمكن للعقل أن يتعامل مع المعلومات وفق نظام منطقي متين يحميه من الانحراف أو الخطأ في الفهم، مستندًا إلى قوانين اللغة والمنطق دون تعثر أو ارتجال؛ ويشدد المؤلف على أن هذا البناء يوجه العقل نحو ترتيب الأفكار بشكل منهجي، ما يجعله قادرًا على استيعاب العلوم الشرعية والعقلية بتكامل وتناسق؛ كما يعتبر هذا البناء أداة تدريب للعقل لتطوير ملكة الفهم الصادق، النقد البناء، والاستعداد الدائم للتأمل والتقييم الموضوعي، مع إدراك محدودية الاجتهاد وعدم وجود عصمة إلا للوحي، الأمر الذي يعزز من التوازن بين العقل والنقل في المعرفة.

محاور كتاب “البناء المعرفي ومعالمه في المنهج الأزهري” ودراسة شاملة لمجالات المعرفة

ينقسم الكتاب إلى عشرة محاور، تعالج كلٌ منها جانبًا محددًا من البناء المعرفي في مجالات علمية مختلفة؛ يبدأ المؤلف بمحاور تتعلق بعناية العلماء بالبناء المعرفي في علم المنطق، ثم ينتقل إلى علم الكلام، ولا يغفل أهمية العلوم العربية ضمن هذا البناء؛ ويستمر المؤلف في تناول عناية المنهج الأزهري بالبناء المعرفي في علم الإعراب، يليه تفصيل في علوم البلاغة الثلاثة، ثم علم أصول الفقه، مع الكشف عن طرق المفسرين في تطبيق البناء المعرفي، وأخيرًا عناية العلماء بهذا البناء في علم التصوف، مما يعكس تكاملاً معرفيًا شاملاً يربط بين مختلف العلوم بما يحقق الفهم المتوازن والرصين.

جناح الأزهر الشريف في معرض القاهرة الدولي للكتاب ودوره في نشر الفكر الإسلامي الوسطي

يشارك الأزهر الشريف للعام التاسع على التوالي في معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث يحتضن جناحه الجديد في دورته الـ 56 مجموعة إصدارات متميزة تعكس رسالة الأزهر التعليمية والدعوية؛ يقع الجناح في قاعة التراث “4” بمساحة تقارب الألف متر مربع، ويشتمل على أركان متعددة تشمل قاعة للندوات تصلح للحوار والنقاشات، وركن مخصص للفتوى لتوجيه الجمهور، إضافة إلى ركن للخط العربي يعرض جماليات الفن الإسلامي، ومكان مخصص للأطفال والمخطوطات التي تحكي تاريخ الأزهر وتراثه العلمي، ما يعكس حرص المؤسسة على تعزيز الثقافة الإسلامية المعتدلة وتيسير وصول المعرفة الشرعية إلى الجميع.