«إعادة تشكيل».. رئيس معهد التخطيط القومي يكشف ملامح النظام الاقتصادي الجديد

شهد النظام الاقتصادي العالمي في الفترة الأخيرة تغيرات كبيرة نتيجة للتحديات الإقليمية والدولية المتصاعدة، حيث أكد الدكتور أشرف العربي، رئيس معهد التخطيط القومي، أن العالم يمر بمرحلة معقدة من التحولات الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على خطط التنمية والتخطيط المستقبلي، مما يجعل التنبؤ بالمستقبل أكثر تحديًّا وصعوبة مقارنة بالسنوات الماضية.

ملامح إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي

أوضح الدكتور أشرف العربي أن العالم يشهد حاليًا ملامح إعادة تشكيل نظام اقتصادي عالمي جديد ومختلف عن المفاهيم والتطورات التي عرفها في العقود السابقة، وأشار إلى أن الأحداث المتسارعة عالميًا مثل الحروب التجارية والصراعات الإقليمية تؤثر على نسيج الاقتصاد العالمي بشكل كبير، وذكر أن عودة شخصيات بارزة مثل دونالد ترامب إلى الساحة السياسية قد تضيف زخمًا إضافيًا لهذا التغيير الجذري، مما يعزز حالة عدم الاستقرار في الأسواق ويؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية.

التحديات التي تواجه التنمية والتخطيط القومي

أشار رئيس معهد التخطيط خلال كلمته في المؤتمر الصحفي بمناسبة مرور 65 عامًا على تأسيس المعهد، إلى أن التحديات التي تواجه التنمية أصبحت أكثر تعقيدًا نتيجة التطورات المستمرة في المنطقة، حيث لا تقتصر الصعوبات على الأحداث الإقليمية فقط، بل تتأثر بأنماط السياسة العالمية التي تحفز تغير العلاقات التجارية، وأكد أن التنبؤ بالمستقبل البعيد بات أمرًا صعبًا للغاية في ظل الظروف الحالية، وأن الخطط المستقبلية تحتاج إلى مرونة لمواكبة تلك المتغيرات المتتالية.

دور معهد التخطيط القومي في استشراف المستقبل

يلعب معهد التخطيط القومي دورًا حيويًا في استشراف المستقبل والتنبؤ بالمتغيرات العالمية، حيث يعمل المعهد على تحليل الأحداث المتسارعة ووضع خطط وسياسات للتعامل مع هذه التغيرات، وأكد الدكتور العربي خلال المؤتمر أن المعهد يركز على تعزيز منهجيات البحث والتخطيط المستدام لتطوير نظم اقتصادية قادرة على التكيف مع التحديات؛ ويشمل ذلك تطوير دراسات استراتيجية وإعداد الكوادر الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة عبر اعتماد أفضل الممارسات العالمية.

ختامًا، فإن النقاشات والتحليلات التي يديرها معهد التخطيط القومي تؤكد أهمية الاستعداد لأي تطورات مفاجئة على المستوى الاقتصادي والسياسي، مما يشكل استراتيجية رئيسية لدفع عجلة التنمية إلى الأمام رغم كل التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم؛ كما يُبرز الدور الوطني الريادي للمعهد في بناء مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة.