إعلان رسمي عن إنشاء إقليم في سوريا.. تعرف على التفاصيل وتوقيت الوقفة الاحتجاجية في القامشلي

الإعلان عن إنشاء إقليم جبل العرب في سوريا تزامناً مع وقفة احتجاجية بالقامشلي يعكس تحركاً جديداً في المشهد السوري، حيث أعلنت مجموعة من أبناء السويداء عن تأسيس الإدارة الذاتية لإقليم جبل العرب، وسط تصاعد التوترات والاشتباكات التي شهدتها المحافظة الجنوبية مؤخرًا، وهو الحدث الذي تزامن مع وقفة احتجاجية نظمت في القامشلي تضامناً مع ضحايا العنف في السويداء ودعوة لتحقيق العدالة.

الوقفة الاحتجاجية في القامشلي ودورها في إعلان إقليم جبل العرب في سوريا

شهدت مدينة القامشلي وقفة احتجاجية واسعة شارك فيها نشطاء وفعاليات مدنية للتعبير عن دعمهم لضحايا العنف الذي رافق الاشتباكات الأخيرة في محافظة السويداء، وردّد المشاركون شعارات تطالب بتطبيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، حيث رفعت لافتات كتب عليها “العدالة لضحايا الانتهاكات في السويداء.. لا للإفلات من العقاب” و”نريد وطنًا نحيا فيه لا نموت فيه”، إضافة إلى مطالب بالسماح لوسائل الإعلام والمنظمات الدولية بالدخول إلى السويداء لمراقبة الأوضاع الحقيقية على الأرض.

الحقوقي زكي حجي أكد أن الوقفة جاءت تضامنًا مع المكون الدرزي الذي يشهد استهدافًا ممنهجًا، مشيرًا إلى أن ما يحدث ليس جديدًا بل يعكس سياسات متبعة مسبقًا في مناطق أخرى من سوريا، موضحًا أن التصعيد لا يصنع دولة بل يزيد من الانقسام، مطالبًا بوقف الحملات القبلية والعشائرية التي تعمق الشرخ.

الناشطة الدرزية رُبا الفليحات تحدثت عن الخسائر البشرية التي تسببت بها الاشتباكات، مشيرة إلى فقدان العشرات من المدنيين والأطفال والنساء وكبار السن، وحثت على تسريع جهود الإفراج عن قرابة 80 امرأة ما زلن مخطوفات بدون معرفة مصيرهن، بينما دعا ضياء العبدالله إلى فتح ممرات إنسانية آمنة وتشكيل لجان تحقيق دولية لكشف حقيقة الأحداث وسط نقص حاد في الخدمات الأساسية في السويداء.

التصعيد الأمني والدولي وتأثيره على إعلان إقليم جبل العرب في سوريا

شهدت محافظة السويداء اشتباكات عنيفة بين مجموعات درزية محلية ومسلحين من عشائر بدوية بسبب خلافات مستمرة، ما أدى إلى تدخّل قوات الحكومة الانتقالية وتصعيد أمني خطير تخلله قصف إسرائيلي استهدف مواقع حكومية في السويداء ودمشق ودرعا. وبعد التوترات، تم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار شمل انسحاب القوات الحكومية ووقف العمليات العسكرية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان وثّق مقتل 1386 شخصًا من مختلف الأطراف نتيجة الاشتباكات، بينهم 238 مدنياً أعدموا ميدانيًا على يد عناصر أمنية تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية، وسط تحذيرات بأن الحصيلة قد ترتفع لاحقاً. هذا التصعيد الدولي والإقليمي دفع ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، كايا كالاس، لإدانة العنف الدائر في السويداء ودعوة إلى تحقيق مستقل وشفاف، مع التأكيد على احترام وقف إطلاق النار واستمرار تقديم المساعدات الإنسانية في مجالات الصحة والمياه والغذاء.

• وقف التوترات المسلحة فورًا
• فتح ممرات آمنة للسكان المدنيين
• تشكيل لجان تحقيق دولية لكشف الحقائق
• توفير المساعدات الطبية والغذائية العاجلة
• ضمان حرية وصول وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية

تأسيس الإدارة الذاتية لإقليم جبل العرب في سوريا وأهدافها الوطنية

في خطوة تاريخية، أطلق أبناء محافظة السويداء إعلان تأسيس الإدارة الذاتية لإقليم جبل العرب، واصفين هذه المبادرة بأنها ثورية تهدف لاستعادة القرار السيادي وكرامة الإنسان، مؤكدين أن هذه الإدارة تمثل إرادة الشعب وترتكز على مبادئ التعددية وحقوق الإنسان والحكم المدني الرافض لأي أشكال الوصاية أو السلطة الديكتاتورية.

وجاء في نص البيان أن المشروع يسعى لبناء حكم عادل في سوريا حرة وآمنة، مع تحية خاصة لـ “رجال الكرامة” في السويداء، مشيرين إلى أن سلاحهم موجه فقط ضد المعتدين وليس ضد إخوانهم، مع التأكيد على أن هذه الخطوة جزء من مشروع وطني جامع لكل السوريين.

وقد وقّع البيان باسم “الإدارة الذاتية لإقليم جبل العرب – السويداء” في 21 تموز/يوليو 2025، مما يفتح صفحة جديدة في المشهد السياسي، ويعكس رفضًا حاسمًا للانتهاكات الأمنية والاجتماعية التي ألمّت بالمحافظة، وسط تطلعات واسعة لتحقيق العدالة والاستقرار في المنطقة.

تنطوي أحداث إعلان إقليم جبل العرب في سوريا وتصاعد الاحتجاجات في القامشلي على تطورات متشابكة تعكس الواقع المعقد الذي تعيشه محافظة السويداء، ما يحتم استمرار متابعة الوضع بشكل دقيق، مع التركيز على حماية المدنيين وتفعيل الحوار الوطني الشامل لحماية حقوق جميع المكونات.