«إنجاز تاريخي» لقب الأهلي طرابلس في ميلانو كيف انتصر في 5 أزمات ساخنة؟

احتفل الأهلي طرابلس بلقب الدوري الليبي لكرة القدم في مشهد اختتم موسمًا مليئًا بالتحديات والأزمات، بعد أن حقق الفوز المهم على الهلال بنتيجة 2-0، مساء الثلاثاء، في آخر مباريات مرحلة سداسي التتويج التي أقيمت بمدينة ميلانو الإيطالية؛ ليضيف الفريق لقبًا جديدًا تحت قيادة مدربه المصري حسام البدري، ويحرز البطولة للمرة الرابعة عشر في تاريخه.

الأزمات الكروية في الدوري الليبي: كيف أثر نظام المنافسة على الأهلي طرابلس والفرق الأخرى

شهدت المنافسة على لقب الدوري الليبي لكرة القدم تصاعدًا في حدة الأزمات، خصوصًا بعد قرار زيادة الفرق المشاركة إلى 36 فريقًا، وهو ما أعلن عنه الاتحاد الليبي في عهد رئيسه السابق عبد الحكيم الشلماني؛ حيث قُسمت الفرق إلى أربع مجموعات رئيسة بحسب التقسيم الجغرافي، وتأهلت فرق المرحلة الثانية من نظام سداسي التتويج الذي جمع أفضل 18 فريقًا في مجموعات تكتيكية معقدة. نظام هذا الدوري كان شاقًا ومكلفًا، مما دفع مجلس الاتحاد الحالي برئاسة عبد المولى مغربي لدراسة تغييره الموسم المقبل بالاعتماد على آراء الخبراء، في محاولة لتبسيط المنافسة وضمان تنافسية أكبر.
المحلل التونسي حسام الحاج علي وصف نظام الدوري بأنه غير عملي، مشيرًا إلى عدم فهمه لإقامة دورة سداسية متعددة المراحل، ودعا لاعتماد نظام تقليدي بمواجهات ذهاب وإياب كما هو معمول به في الدوريات العالمية.

التحديات الأمنية والتوقف القسري: أبرز الأزمات التي واجهها الأهلي طرابلس في طريق الاحتفاظ بلقب الدوري الليبي

لم يقتصر موسم الدوري الليبي على مشاكل تنظيمية فقط، بل تزامن مع أزمات أمنية وأحداث مؤثرة؛ كان من بينها فترة التوقف التي طال أمدها بعد الأحداث الأمنية التي ضربت البلد، حيث كان من المقرر أن تنتهي المنافسات في يوليو، وفقًا لطلب مدرب منتخب ليبيا السنغالي أليو سيسيه، الذي أبدى استياءً كبيرًا من تداخل الأحداث مع برنامج إعداد اللاعبين وأثرها على استقرار المنتخب.
أما الأزمة الأكبر فتمثلت في حادثة مباراة الأهلي طرابلس ضد السويحلي، التي شهدت إطلاق نار واشتباكات تسببت في متاعب أمنية وإدانات صريحة من قبل إدارة الأهلي بسبب سوء التعامل مع جماهيره، خاصة بعد انتشار فيديوهات توثق دهس مشجعين أثناء تلك الأحداث.

مواجهة الديربي والأحداث المؤسفة: كيف أثرت أزمات الأهلي طرابلس والهلال على أجواء الدوري الليبي

شهدت مباراة ديربي طرابلس بين الأهلي والاتحاد لحظة توتر كبيرة بعد هدف اللاعب المغربي نوفل الزرهوني للاتحاد، إذ تحولت المواجهة إلى اشتباكات عنيفة بين اللاعبين وإلغاء المباراة إثر تأجيج الشغب الجماهيري؛ ما ترك أثرًا سلبيًا على أجواء مرحلة سداسي التتويج التي تلتها. وعلى الرغم من أن ديربي السداسي في ميلانو شهد أحداثًا مشابهة، إلا أنها كانت أقل حدة، ما دفع الاتحاد الليبي لتقديم اعتذار رسمي للسلطات الإيطالية.
واصلت أزمة غياب تقنية الفيديو إرباك الجهة المنظمة، فتم تأجيل مباراة الأهلي طرابلس والهلال الأخيرة لمدة 48 ساعة، بسبب فشل الشركة المسؤولة عن التقنية في توفيرها، قبل أن يُسمح بإقامة المباراة التي شهدت حسم لقب الدوري لصالح الأهلي، في خطوة تعبر عن تحديات تقنية تأخرت في مواكبة التطورات الرياضية.

تجلّت قدرة الأهلي طرابلس على تجاوز كل المحن والصعوبات خلال موسم مليء بالأزمات التنظيمية والأمنية، ما عزز مكانته كأحد العوامل القوية في كرة القدم الليبية رغم التحديات المتعددة. وبين اتخاذ خطوات لتصحيح المسارات الفنية والإدارية، يظل الأهلي رمزًا للصمود في ظل المنافسات الصعبة والمتطلبة التي شهدها الدوري في نسخته الأخيرة.