«إهدار هائل».. مصر تفقد 15 مليار جنيه سنوياً في بحيرة ناصر

«إهدار هائل».. مصر تفقد 15 مليار جنيه سنوياً في بحيرة ناصر
«إهدار هائل».. مصر تفقد 15 مليار جنيه سنوياً في بحيرة ناصر

شهدت بحيرة ناصر في الأعوام الأخيرة تحولاً تاريخياً ضمن خطط مصر للاستفادة من مواردها الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة، حيث يتم العمل على تنفيذ مشروع ضخم لإنشاء محطة طاقة شمسية عائمة على مساحة واسعة من البحيرة، وهو ما يقدم حلولاً مبتكرة لمشكلات الهدر المائي وفقدان الثروة السمكية بفعل التماسيح، ويضع الأساس لطفرات اقتصادية مستقبلية.

مشروع محطة طاقة شمسية عائمة على بحيرة ناصر

بحيرة ناصر، التي تعد من أكبر البحيرات الصناعية في العالم، ستحتضن أكبر مبادرة مصرية لجني الطاقة النظيفة، عبر محطة طاقة شمسية عائمة بقدرة إجمالية تصل إلى 5 جيجا وات، تم توقيع مذكرات تفاهم مع كبرى الشركات المتخصصة عالمياً لضمان التطبيق الأمثل، المشروع يهدف لتوفير كميات كبيرة من الطاقة النظيفة، وذلك تحقيقاً لرؤية مصر 2030 وتعزيزًا لتحول الدولة للطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تحسين إدارة الموارد المائية وتقليل التبخر.

من الجدير بالذكر أن بحيرة ناصر تواجه معدلات تبخر هائلة تصل إلى فقدان مليارات الأمتار المكعبة من المياه سنويًا، كما تُعاني من أزمة هدر الثروة السمكية بسبب تضاعف أعداد التماسيح داخلها، يأتي المشروع كحل مبتكر ليس فقط لتوليد الكهرباء الموفرة للطاقة والبيئة، ولكن كذلك كوسيلة فعالة للحفاظ على المياه.

الحفاظ على الثروة السمكية في بحيرة ناصر

مشروع محطة الطاقة الشمسية لا يهدف فقط إلى إنتاج الكهرباء وخفض التبخر، وإنما يساهم كذلك في تعزيز انتاج الثروة السمكية، حيث سيتم تقليل ضغط الصيد الجائر بفرض تنظيم أكبر مع زيادة إنتاج الزريعة، ومن المقرر أن يرفع المشروع الإنتاج السمكي من 22 ألف طن سنوياً إلى أكثر من 100 ألف طن، وهو ما يضمن تحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة الصادرات من الأسماك المصرية عالية الجودة.

التماسيح التي شكلت لسنوات عقبة كبيرة بسبب استهلاكها للأسماك سيتم استغلالها اقتصادياً من خلال إقامة مزارع خاصة للاستفادة من جلودها النادرة التي تُعد من أغلى الأنواع عالمياً، مع استخدام تقنيات مستدامة لضمان التحكم في أعدادها بما يحفظ التوازن البيئي.

الفوائد الاقتصادية والبيئية للمشروع

هذا المشروع الرائد يقدم عوائد اقتصادية وبيئية غير مسبوقة، من حيث توفير الطاقة المستدامة والحفاظ على المياه، وزيادة الإنتاج السمكي بما يخدم الأمن الغذائي، إلى جانب إحياء تقديم منتجات قائمة على جلود التماسيح مثل الملابس الفاخرة وتوفير فرص عمل جديدة للمجتمعات المحيطة، كما يُساعد المشروع في تعزيز النشاط السياحي بمنطقة جنوب مصر، حيث يُمكن تطوير بحيرة ناصر كوجهة مثالية للسياحة البيئية ومستنقعات التماسيح.

في ظل التحديات التي تواجهها مصر نتج عن هذا المشروع قفزة ابتكارية نحو الاستفادة من مواردها الطبيعية وتحقيق أطول الأثر التنموي، ومن المتوقع أن يُحدث نقلة نوعية تحمي البحيرة من الإهمال وتحولها إلى مصدر دائم للريادة والتقدم الاقتصادي والتنمية المستدامة.