«اتفاقية ترامب» المحتملة تدفع أسعار الذهب للتراجع عالميًا.. تفاصيل جديدة (تقرير)

شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا ملحوظًا في الأسواق اليوم، وذلك عقب تقارير حول توقيع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اتفاقية تجارية محتملة مع بريطانيا، مما أدى إلى انخفاض الطلب العالمي على الملاذ الآمن واتجاه أنظار المستثمرين إلى أسواق مختلفة، بينما تترقب الأسواق نتائج المحادثات التجارية الأمريكية الصينية المقررة نهاية الأسبوع الحالي، مما يُبقي حالة عدم اليقين قائمة في الأسواق المالية العالمية.

تأثير الاتفاقيات التجارية على أسعار الذهب

أعلنت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعلن عن صفقة تجارية مرتقبة مع بريطانيا، مما يدعو لتهدئة الحرب التجارية العالمية، وقد انعكس ذلك سلبًا على أسعار الذهب، حيث انخفضت الأونصة بنسبة 0.6% لتصل إلى 3320 دولارًا، بعد افتتاح التداول عند 3372 دولارًا. هذا الاتفاق المتوقع يبعث برسائل إيجابية للاقتصاد العالمي، معدلاً اتجاه الأسواق نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى ومنخفضة الأمان، مما يُضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن.

في الوقت نفسه، أشار البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى ثبات أسعار الفائدة الحالية، مما أدى إلى دعم الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى، وبالتالي انخفاض إضافي في أسعار الذهب. تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول أشارت إلى بقاء السياسة النقدية الفيدرالية قائمة في الوقت الراهن، مع التركيز على مراقبة السياسات التجارية وتأثيراتها على الاقتصاد الأمريكي والتضخم.

موقف الأسواق المحلية وأسعار الذهب في مصر

على المستوى المحلي، تأثرت أسعار الذهب في مصر بشكل كبير بتراجع الأسعار العالمية واستقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه. شهدت الأسعار انخفاضًا لليوم الثاني على التوالي، حيث استقر سعر الذهب عيار 21 وهو الأكثر تداولًا عند 4770 جنيهًا للجرام، بعد أن انخفض بـ40 جنيهًا منذ جلسة الأمس. ضعف الطلب المحلي وضعف تأثير تغيرات سعر الصرف شكَّل ضغطًا إضافيًا على التسعير المحلي للذهب، مما ساهم في ثبات الأسعار نسبيًا.

وفي ظل هذه التغيرات، تتجه السوق المصرية إلى مزيد من الاستقرار الاقتصادي، مدعومة بزيادة عائدات قطاع السياحة بنسبة 9% سنويًا لتسجل 15.3 مليار دولار، فضلًا عن نمو صافٍ في الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 9.3% وإيرادات العاملين بالخارج التي ارتفعت بنسبة 80.7%. هذه المؤشرات الإيجابية توفر بيئة اقتصادية أقوى لكنها لم تؤثر بشكل كبير على أسعار الذهب المحلية إلى الآن.

تحديات الأسواق العالمية وتأثيرها على الذهب

رغم الانخفاض في أسعار الذهب، تبقى التوترات الاقتصادية والسياسية مؤثرة على السوق العالمية. استمرار الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة وعدم الاتفاق حول خفض الرسوم الجمركية يعقد المشهد الاقتصادي، مما يدعم من حين لآخر مستويات الطلب على الذهب كملاذ آمن للنقد. من جهة أخرى، التوترات الجيوسياسية بين الهند وباكستان تُلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، حيث يمكن لأي تصعيد جديد دفع أسعار الذهب للارتفاع مجددًا.

ختامًا، مع تحسن اتفاقات التجارة وهدوء الأوضاع الجيوسياسية، قد تُسجل الأسواق العالمية استقرارًا أكبر خلال الفترات المقبلة، مما يساهم في تخفيف التقلبات الحادة في أسعار الذهب عالميًا ومحليًا، لكن التحديات الحالية تترك الباب مفتوحًا لكل الاحتمالات.