«اتفاق نووي» يلوح في الأفق.. هل يتسبب في تراجع أسعار النفط؟

«اتفاق نووي» يلوح في الأفق.. هل يتسبب في تراجع أسعار النفط؟
«اتفاق نووي» يلوح في الأفق.. هل يتسبب في تراجع أسعار النفط؟

انخفضت أسعار النفط عالميًا بأكثر من دولار للبرميل اليوم، مع تأثر الأسواق بعدة عوامل أبرزها تقارير ترجح احتمالية التوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران. كما ساهمت الزيادة غير المتوقعة في مخزونات النفط الخام الأمريكية في تعزيز مخاوف وفرة المعروض، ما أدى إلى موجة بيع جديدة في السوق التي تعاني من تقلبات واضحة منذ بداية الأسبوع.

أسعار النفط اليوم وتأثرها بالتقلبات السوقية

شهدت أسعار النفط تراجعًا حادًا في تعاملات اليوم، حيث انخفض خام برنت بمقدار 1.49 دولارًا ما يعادل انخفاضًا بنسبة 2.3% ليصل إلى 64.60 دولارًا للبرميل، أما خام غرب تكساس الوسيط (WTI) فقد تراجع بمقدار 1.46 دولار، وهي أيضًا نسبة انخفاض بلغت 2.3%، مسجلًا سعر 61.69 دولارًا للبرميل. تأتي هذه الانخفاضات بعد تراجع طفيف بنسبة 0.8% خلال الجلسة السابقة، مما يعكس استمرار ضغوط السوق الناتجة عن التقارير الإيجابية بشأن المفاوضات النووية وتوقع زيادة الإنتاج الإيراني مستقبلاً.

تأثير الاتفاق النووي المحتمل على أسعار النفط

تترقب الأسواق العالمية نتائج المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة التي قد تسفر عن اتفاق نووي جديد، وقد أكد مسؤول إيراني استعداد بلاده لإبرام اتفاق شرط رفع جميع العقوبات المفروضة عليها. هذا السيناريو أطلق توقعات بزيادة المعروض العالمي من النفط بشكل كبير إذا عادت الصادرات الإيرانية إلى وضعها الطبيعي، وهو ما دفع المحللين للتحذير من إمكانية انخفاض الأسعار بشكل إضافي. من ناحية أخرى، شددت وزارة الخزانة الأمريكية على استمرار العقوبات المفروضة على قطاع النفط الإيراني حيث استهدفت شبكات وشركات متورطة في تصدير النفط.

دور المخزونات الأمريكية في تقلب أسعار النفط

أثرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بشكل كبير على أسعار النفط، حيث أظهرت زيادة غير متوقعة في المخزونات بلغت 3.5 مليون برميل لتصل إلى إجمالي 441.8 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي. وتخالف هذه البيانات التوقعات المسبقة التي رجحت انخفاضًا بسيطًا بمقدار 1.1 مليون برميل، مما عزز من قلق السوق حول زيادة الإمدادات المحلية. من جهة أخرى، أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي زيادة أكثر ارتفاعًا قدرت بـ4.3 مليون برميل. تشير هذه الزيادة إلى احتمالية ضعف الطلب على النفط الخام في ظل عودة العروض الكبيرة للأسواق العالمية، وخاصة وسط البيانات الإيجابية حول الإنتاج الإيراني المرتقب وتعثر نمو الطلب لدى الاقتصادات الكبرى.

تجدر الإشارة إلى أن منظمة أوبك وحلفاءها في “أوبك+” مستمرون في سياسة زيادة الإمدادات تدريجيًا لتلبية الطلب، ولكنها تراقب السوق بحذر شديد لتجنب انهيار الأسعار الذي قد يحدث في حال ضخ مزيد من النفط دون وجود طلب عالمي متوازن.