«اتهامات خطيرة».. هل تخطط واشنطن لتكرار سيناريو الخميني مع الحوثيين؟

«اتهامات خطيرة».. هل تخطط واشنطن لتكرار سيناريو الخميني مع الحوثيين؟
«اتهامات خطيرة».. هل تخطط واشنطن لتكرار سيناريو الخميني مع الحوثيين؟

تعكس التحركات السياسية والعسكرية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط مقارنات تاريخية تدعو للتساؤل عن الأهداف والمآلات، فقد أثيرت انتقادات حول ما إذا كانت واشنطن تعيد سيناريوهات تاريخية مشابهة، أبرزها موقفها من صعود آية الله الخميني في إيران عام 1979، وهو ما يطرح تساؤلات حول دورها الحالي في المشهد اليمني مع جماعة الحوثي، وتأثير ذلك على توازن قوى الصراع في المنطقة.

هل تتبع واشنطن سيناريو الخميني مع الحوثيين؟

تُبرز التحليلات المقارنة بين صعود الخميني في إيران وما يثار حول “تلميع” واشنطن لجماعة الحوثي في اليمن، حيث يتهمها مراقبون بتبني نهج مزدوج، يتمثل في توجيه ضربات عسكرية محددة للحوثيين، في مقابل توفير مساحة إعلامية وسياسية تعزز شرعيتهم ضمنياً. هذه الاستراتيجية، التي ربما تتسم بعدم الحسم الكامل، تذكّر بالموقف الأمريكي تجاه الخميني بعد ثورة 1979، حيث ساعدت تحركات غير مباشرة آنذاك في ترسيخ سلطته دون مواجهة مباشرة شاملة معه.

ضربات جوية مزدوجة الأهداف في البحر الأحمر

خلال الأشهر الأخيرة، ركزت القوات الأمريكية في البحر الأحمر على استهداف مواقع حوثية تُستخدم لإطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ، ولكن مع تجنب تصعيد إقليمي شامل. بينما يُنظر إلى هذه التحركات العسكرية على أنها ردع محسوب لمنع تهديدات الحوثيين لأمن الملاحة الدولية، يشير منتقدون إلى أن هذه الاستراتيجية تسمح للجماعة المسلحة بإظهار قوتها وشرعيتها ميدانياً. بل إن الحوثيين يسعون إلى استغلال عمليات إسقاطهم طائرات أمريكية لتعزيز مكانتهم كعنصر مقاومة قوي أمام الهيمنة الأمريكية في المنطقة.

انعكاسات السياسات الأمريكية على موازين القوى

يتخوف خبراء من تأثير الموقف الأمريكي على موازين القوى في الشرق الأوسط، خاصة إذا اكتسبت حركة الحوثيين مزيداً من النفوذ الإعلامي والسياسي، وهو ما قد يعيد تجارب مثل صعود إيران كقوة إقليمية بعد الثورة الإسلامية. هذه التوجهات قد تُفضي إلى تداعيات طويلة الأمد تؤثر على استقرار المنطقة؛ إذ تمنح الجماعات المسلحة فرصة لتوسيع نفوذها وكسب مزيد من الشرعية الدولية. ورغم أهمية التصريحات والتحركات الأمريكية بخصوص صراع الشرق الأوسط، إلا أن ازدواجية هذه السياسات قد تؤدي إلى تقوية الخصوم بدلاً من ردعهم.

جدول يوضح استراتيجيات التعامل مع الجماعات:

العنوان الاستراتيجية
الضربات الجوية إعاقة القدرات العسكرية وتحييد التهديدات دون مواجهة حاسمة
التفاعل السياسي اختيار التفاوض أو تجاهل جماعي يعزز النفوذ الميداني

تبقى التساؤلات مشروعة حول مدى فاعلية النهج الأمريكي الحالي في تحقيق أهدافه بالشرق الأوسط، وخاصة في ظل الأخطاء التاريخية التي أظهرت عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي، ومع تزايد الجدل حول السياسة الخارجية الأمريكية، يدعو المتابعون إلى مراجعة شاملة لهذه الاستراتيجيات بما يضمن تعزيز الديمقراطية والاستقرار بدلاً من دعم أطراف قد تشكل تهديداً لتوازن القوى في المنطقة.