احتجاجات دامية تعيد صياغة معالم الصراعات

أحدث هجوم أوكراني باستخدام المسيرات على القواعد الجوية الروسية صدمة غير مسبوقة في الأوساط العسكرية، حيث تمثل هذه التكنولوجيا تحولا كبيرا في الحروب، معتمدة على الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الاستشعار. وصف العديد من وسائل الإعلام هذه الضربة المفاجئة بأنها “بيرل هاربر” روسيا، كناية عن مدى خطورة وتأثير هذه الهجمة في كشف نقاط الضعف الروسية، حيث كانت القواعد في عمق سيبيريا تعتبر آمنة وسكانها يفوق الأوكرانيين بأكثر من ثلاثة أضعاف.

التكنولوجيا العسكرية المتطورة والتحولات الإستراتيجية

ساهمت الهجمات الأوكرانية باستخدام المسيرات في إعادة النظر إلى الدفاعات الإستراتيجية العالمية، حيث أظهرت بريطانيا من خلال تقرير مراجعة الدفاع الاستراتيجي (SDR) تأثير الذكاء الاصطناعي والمسيرات، وذكرت فيه المسيرات 28 مرة، مما يؤكد على دور التكنولوجيا في تغيير الحروب، ومع ذلك يحذر بعض الخبراء، مثل الجنرال السير ريتشارد بارونز، من أن الاعتماد الكامل على المسيرات قد لا يكون الحل الأمثل، حيث تميل التكنولوجيا العسكرية إلى التفوق قليلاً بمرور الوقت.

المسيرات والتجهيزات الدفاعية الأوكرانية

بادرت أوكرانيا بتطوير الأسلحة والمشاريع غير المأهولة، الأمر الذي أكسبها دروسًا قيمة فيما يخص تطور ونجاعة هذه الأسلحة، وازدياد الطلب عليها، تحتوي المسيرات حاليًا على مجموعة واسعة من الأسلحة من قنابل ساحة المعركة الصغيرة إلى الأنظمة الذاتية التشغيل بعيدة المدى، ومنها Helsing HX-2 القادرة على ضرب أهداف تبعد أكثر من 1400 كيلومتر، كما أن اعتماد أنظمة مثل أفندجرز التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للوصول إلى الأهداف دون تدخل بشري يعتبر تحولا ملحوظا.

مواجهة روسيا لتكنولوجيا المسيرات

أبدت روسيا اهتمامًا كبيرًا بتطوير تكنولوجيات للتشويش على المسيرات الأوكرانية، مثل استخدام صواريخ لانسيت المتسكعة وأنظمة الحرب الإلكترونية، في المقابل، قللت أوكرانيا من الاعتماد على المشغلين البشريين ونشرت الطائرات الذاتية التشغيل، مما أتاح لها التفوق في بيئات تقاطع الإشارات، نشرت روسيا مسيرات تعمل بالألياف الضوئية لتجنب التشويش، مما يوضح مرحلة جديدة من المنافسة التكنولوجية في الحروب.

التحديات والعوائد المستقبلية لهجوم العنكبوت الأوكراني

كشف مشروع طائرة “تيمبست” المقاتلة البريطانية التي تصل تكلفتها إلى 14 مليار جنيه إسترليني عن التحديات التي يواجهها التقليديون في مجال التكنولوجيا الدفاعية، اذ يشكك البعض في جدواه في مواجهة التكنولوجيا الحديثة كالمسيرات والذكاء الاصطناعي، يتجلى التحول الفعلي لدمج الذكاء الاصطناعي والاستقلالية وأجهزة الاستشعار في القدرة على التخلص من الاعتماد البشري في اتخاذ القرارات السريعة، ورغم ذلك، قد تكون المسيرات مسؤولة عن وصول حالة الركود في أوكرانيا، ومع هذا التغيير في استخدام المسيرات، تتجلى الاستراتيجية الأحدث بإلقاء الضوء على أهمية التفكير في الإنفاق الدفاعي التقليدي والمقاربات العملياتية الجديدة.