اختراقات زلزالية على القمر تهدد استقرار القواعد الفضائية المستقبلية – ما المخاطر؟

الهزات القمرية قد تُعرض مركبات الهبوط ومستقرات البشر على القمر لمخاطر غير متوقعة، وسط تحذيرات من تأثير هذه الزلازل على البنية التحتية المستقبلية للبعثات. تشير الدراسات الحديثة إلى أن النشاط الزلزالي المستمر على القمر يمكن أن يؤثر سلبيًا على استقرار المنشآت القمرية، مما يستوجب دراسة هذه الظاهرة بعناية قبل تنفيذ مشاريع الفضاء القادمة.

تأثير الهزات القمرية على مشاريع الهبوط والمستوطنات الفضائية المستقبلية

أظهرت الأبحاث التي أجريت على موقع هبوط أبولو 17 في وادي توروس-ليترو أن الهزات القمرية كانت ناشطة على مدى ملايين السنين، بسبب صدوع تحت سطح القمر. هذا النشاط الزلزالي لا يزال مستمرًا، مما يعني وجود مخاطر حقيقية على أي منشآت يتم بناؤها بالقرب من هذه الصدوع. يتطلب الأمر دراسة دقيقة لتحديد مواقع آمنة لبناء مستوطنات بشرية أو معدات استكشاف فضائية، فالاستقرار الميكانيكي لهذه المنشآت قد يتأثر بقوة بسبب الزلازل الصغيرة التي تعصف بالقمر من وقت لآخر.

مخاطر الهزات القمرية واحتمالات وقوع زلازل على سطح القمر في المستقبل

وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة “ساينس أدفانسز”، فإن احتمالية حدوث زلزال قمري مدمّر في أي موقع قريب من صدع نشط تبلغ حوالي واحد من 20 مليون يوميًا. ومع ذلك، يتغير هذا الاحتمال كلما طالّ الزمن، حيث يصبح خطر التعرض لهزة مدمرة خلال مهمة قمرية تستمر لعشر سنوات واحدًا من كل 5500. يقدم هذا الرقم تحذيرًا واضحًا للباحثين بأن البقاء على القمر لفترات طويلة يجب أن يترافق مع احتياطات متقدمة للحماية من هذه الهزات. لذلك، فهم طبيعة الهزات القمرية ضروري لتطوير استراتيجيات فعالة لضمان سلامة رواد الفضاء في المستقبل.

الخطوات المقترحة لتقليل مخاطر الهزات القمرية على استكشاف القمر

أكد العلماء، وعلى رأسهم نيكولاس شمير الباحث في جامعة ماريلاند، أن اتخاذ إجراءات وقائية ضرورية لتقليل مخاطر الهزات القمرية يعزز نجاح المهمات المستقبلية، وإليكم أبرز التوصيات:

  • عدم بناء المستوطنات أو مركبات الهبوط فوق أو بالقرب من منحدرات صدوع نشطة
  • اختيار مواقع هبوط بعيدة عن المناطق ذات النشاط الزلزالي المرتفع
  • استخدام تصميمات هندسية قادرة على تحمل التحركات الأرضية الصغيرة
  • توظيف تقنيات رصد مستمرة لرصد النشاط الزلزالي القمري وتحديث نماذج المخاطر بشكل دوري

تسلط هذه الإجراءات الضوء على أهمية التخطيط الدقيق لضمان سلامة الاستثمارات البشرية والمادية على سطح القمر، خصوصًا مع دخول حقبة جديدة من الاستكشاف الفضائي تستهدف إقامة وجود بشري دائم. يُعد فهم طبيعة الهزات القمرية وعواقبها الخطوة الأولى لبناء مستقبل آمن ومستدام فوق القمر.