«ارتدادات مفاجئة» الليرة السورية تواجه انهيار النقطة الذهبية أمام الدولار الأمريكي بعد أحداث السويداء

الليرة السورية تواجه موجة تراجع غير مسبوقة اليوم في السوق غير الرسمية، حيث بلغت أسعار الدولار مستويات قياسية نظير عمليات البيع والشراء في دمشق، حلب، وإدلب، مع تسجيلها أرقامًا مرتفعة في الحسكة كذلك، بينما حافظ مصرف سوريا المركزي على سعر الصرف الرسمي شبه مستقر رغم هذه التقلبات العنيفة، وهذا التباين يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول مستقبل المال في البلاد.

تفسير أسباب تراجع الليرة السورية في السوق غير الرسمية

سجلت الليرة السورية انخفاضًا حادًا يتزامن مع فجوة واضحة بين السعر الرسمي والسوق الموازي، ويعود ذلك إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والمالية، منها القيود المفروضة على المصارف، وتأخير الحوالات المالية، إلى جانب ظروف غير مستقرة تعزز نشاط السوق السوداء بشكل ملحوظ، وقد أدى تحذير مصرف سوريا المركزي من الاحتيال المالي إلى ارتفاع درجة الحذر، لكنه لم يتمكن من كبح التراجع، حيث بلغت قيمة الدولار في السوق غير الرسمية حوالي 10,400 ليرة في بعض المناطق، بينما يبقى السعر الرسمي أعلى من ذلك، مما يعكس عدم توازن في العرض والطلب وغياب شفافيات نقدية كافية.

كيف يؤثر تراجع الليرة السورية على المواطنين والتجار؟

إن تراجع الليرة السورية يغلف واقعًا اقتصاديا معقدًا يتداخل فيه ارتفاع تكلفة الاستيراد مع أزمة سداد الديون والتعاملات التجارية، ما يثير عدة مشكلات تؤثر مباشرة على الحياة اليومية، فالتجار يجدون أنفسهم أمام اختلال أسعار الدولار الذي يزيد من تكلفة استيراد المواد الأولية، مما ينعكس على أسعار السلع الأساسية، إضافة إلى تعقيد الحوالات المالية بسبب الفارق الكبير بين السعر الرسمي والموازي، في ظل إقبال المواطنين على السوق السوداء لتلبية احتياجاتهم، وهي بيئة محفوفة بالمخاطر مثل عمليات الاحتيال والوسطاء غير الرسميين.

• تكاليف الاستيراد ترتفع بشكل مستمر بسبب ارتفاع سعر الدولار في السوق غير الرسمي.
• تكثر عمليات الاحتيال في الحوالات المالية بسبب الفارق الكبير بين الأسعار الرسمية والسوق الموازية.
• يواجه المواطنون صعوبة في إجراء معاملات مالية رسمية بسبب الضوابط المصرفية المشددة.
• يستغل بعض الوسطاء الفارق بين السعرين لتحقيق أرباح غير مشروعة، مما يفاقم الأعباء على المتعاملين.

كيف يواجه مصرف سوريا المركزي تراجع الليرة السورية والتحديات القائمة؟

مصرف سوريا المركزي يحاول بجدية السيطرة على هبوط الليرة السورية من خلال تثبيت السعر الرسمي عند مستويات معينة وتقديم التحذيرات من مخاطر السوق الموازية، ويعمل على تعزيز الثقة عبر توسيع القنوات الرسمية للتبادل، لكن جهود المركزي تبقى محدودة ما لم تواكبها إجراءات قانونية صارمة وسوق نقدية شفافة تقضي على الفجوات السعرية بين السوقين، كما أن استمرار انخفاض الليرة في السوق السوداء يعبر عن هشاشة الوضع الاقتصادي بشكل عام، ويشير إلى عدم استقرار حقيقي مستدام.