ارتفاع أسعار الذهب عالمياً يتجاوز التوقعات.. هل وراءه تحركات ترامب؟

ارتفعت أسعار الذهب عالميًا اليوم بشكل ملحوظ، مع تراجع الدولار الأمريكي وتحديدًا بسبب الإجراءات الاقتصادية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما زاد الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

تطورات أسعار الذهب عالميًا وتأثير تراجع الدولار على المعدن النفيس

شهد سعر الذهب في الأسواق الفورية ارتفاعًا بنسبة 1.1% ليصل إلى 3,312.03 دولارًا للأوقية، بعدما لامس الذهب أدنى مستوياته منذ بداية الصيف عند 3,267.79 دولارًا خلال تعاملات أمس الأربعاء، كما شهدت العقود الآجلة للذهب في أمريكا زيادة بنسبة 0.4% لتسجل 3,309 دولارات. جاء هذا الصعود مدعومًا بانخفاض مؤشر الدولار من أعلى مستوى سجله خلال شهرين، ما جعل الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى؛ إذ أوضح جيوفاني ستاونوفو، محلل السلع في “يو بي إس”، أن تراجع الدولار بعد الهبوط الحاد للذهب عقب بيان الفيدرالي الأمريكي وقرارات الرسوم الجمركية الجديدة، ساهم في ارتداد المعدن الثمين واستعاد جزءًا من قوته.

تصعيد الرسوم الجمركية وتأثيره على حركة أسعار الذهب عالميًا

تبعًا للسياسات التجارية الحازمة، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس رسومًا جمركية جديدة تصل إلى 15% على واردات من كوريا الجنوبية، بالإضافة إلى ضرائب على سلع واردة من البرازيل والهند، كما ألغى الإعفاءات السابقة المتعلقة بشحنات صغيرة القيمة القادمة من الخارج. رغم هذا التصعيد في الرسوم الجمركية، يبقى ترامب متفائلًا بإمكانية التوصل إلى “اتفاق عادل” مع الصين، ما دفع الأسواق إلى الاستجابة سريعًا وتوجيه المستثمرين نحو الذهب الذي يحظى بالدعم في أوقات عدم الاستقرار التجاري والاقتصادي.

تثبيت أسعار الفائدة وعلاقته بالطلب المتزايد على الذهب عالميًا

في سياق السياسة النقدية، قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير في الاجتماع الأخير، مع تحذير رئيس المجلس، جيروم باول، من أن الحديث عن خفض الفائدة في سبتمبر لا يزال سابقًا لأوانه. يساعد استمرار أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة في تعزيز جاذبية الذهب كأداة للتحوط وحفظ القيمة، خصوصًا مع المنافسة المحدودة من الأصول ذات العوائد المنخفضة. أعلن مجلس الذهب العالمي عن زيادة في الطلب العالمي على الذهب خلال الربع الثاني من 2025 بنسبة 3% مقارنة بالعام السابق، مسجلة 1,248.8 طنًا، مدعومة بقفزة استثمارية تفوق 78%، بينما ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر بيانات أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي والوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، التي قد تشير إلى توجهات السياسة النقدية المستقبلية، ما يضع الذهب في محور اهتمام الأسواق.

تغيرات أسعار المعادن النفيسة الأخرى وتأثيرها على سوق الذهب عالميًا

لم تقتصر الحركة في أسعار المعادن النفيسة على الذهب فقط، بل شهدت الفضة تراجعًا بنسبة 0.5% لتسجل 36.95 دولارًا للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.4% إلى 1,318.20 دولارًا، والبلاديوم بنسبة 1% ليصل إلى 1,216.27 دولارًا، ما يعكس تقلبات متباينة في الأسواق التسلسلية للمعادن الثمينة عالميًا، والتي تبقى مرتبطة بشكل وثيق بتطورات السياسات الاقتصادية والتجارية الكبرى ومدى تأثيرها على الطلب والاستثمار.

المعدن النفيس التغير % السعر للأوقية (دولار)
الذهب +1.1% 3,312.03
الفضة -0.5% 36.95
البلاتين +0.4% 1,318.20
البلاديوم +1.0% 1,216.27