ارتفاع أسعار الذهب عالميًا مع تراجع الدولار والأوقية تسجل 3247 دولارًا

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قويًا عالميًا مع نهاية تعاملات يوم الثلاثاء مدعومة بتراجع مؤشر الدولار الأمريكي، حيث استغل المستثمرون هذا الانخفاض لإعادة الشراء بعد التراجعات الحادة التي تعرض لها المعدن النفيس في الجلسة السابقة. جاء هذا الارتفاع مصحوبًا بمؤشرات اقتصادية أمريكية إيجابية، مما جذب المزيد من المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.

ارتفاع أسعار الذهب عالميًا بسبب تراجع الدولار

صعدت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.61% بما يعادل زيادة قدرها 19.8 دولار لتصل إلى 3247.80 دولارًا للأوقية عند إغلاق التداول، ويُعزى هذا الصعود إلى انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.74%، إذ يعتبر ضعف الدولار عاملًا داعمًا لقوة الذهب، حيث يصبح شراء المعدن النفيس أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى، كما أن هذا الارتفاع جاء بعد تصحيح قوي في الأسواق نتيجة اتفاق اقتصادي بين أمريكا والصين لخفض الرسوم الجمركية الثنائية.
تزامن هذا الأداء الإيجابي مع ظهور بيانات رسمية توضح تباطؤ معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين الأمريكيين إلى 2.3% خلال شهر أبريل، وهو ما يشير إلى تحسن نسبي في البيئة الاقتصادية، مما عزز الطلب على أصول الملاذ الآمن كالمعادن الثمينة وعلى رأسها الذهب.

ما هي العوامل المؤثرة على أسعار الذهب حاليًا؟

يتأثر الذهب عادةً بالعوامل الاقتصادية العامة والسياسات النقدية، وفي هذا السياق يمكن تحديد عدد من العوامل الرئيسية التي دعمت أسعار الذهب خلال هذه الفترة:

• انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي مما جعل المعدن النفيس أقل تكلفة للمستثمرين الدوليين.
• اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة؛ ما رفع التوقعات حول نمو النشاط الاقتصادي العالمي.
• انخفاض توقعات التضخم الأمريكية إلى أدنى مستوياته مما دفع المستثمرين للبحث عن أصول مستقرة وآمنة مثل الذهب.
• التراجعات الحادة السابقة في أسعار الذهب شجعت عمليات شراء تصحيحية؛ حيث ينظر المستثمرون إلى هذه التراجعات كفرصة للشراء بسعر منخفض.

نظرة مستقبلية على أسعار الذهب

مع استمرار تطورات الاقتصاد العالمي والتغيرات في السياسات النقدية، من المرجح أن يستمر الذهب في مواجهة تقلبات كبيرة، حيث من المتوقع أن يلعب ضعف الدولار دورًا كبيرًا في دعم أسعار الذهب في المدى القصير. وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الجارية، يُفضل المستثمرون المتابعة الدقيقة لمؤشرات التضخم وأسعار الفائدة الأمريكية باعتبارها العناصر الأكثر تأثيرًا على أسعار الذهب، وذلك جنباً إلى جنب مع الأزمات الجيوسياسية التي قد تنعكس إيجابًا على المعدن النفيس بسبب دوره كأصل آمن.
إضافة إلى ذلك، تشير توقعات الاستثمار إلى إمكانية استمرار أسعار الذهب قرب مستوياتها المرتفعة إذا ظلت حالة عدم اليقين تسيطر على الأسواق المالية، خاصة في ظل تحركات البنوك المركزية الكبرى التي قد تؤثر على القوة الشرائية للعملات وتجعل الذهب أكثر جاذبية.

في الختام، تشير المؤشرات الحالية إلى أن الذهب سيظل خياراً مفضلاً للمستثمرين في الأوقات التي تنخفض فيها قيمة الدولار أو يتباطأ الاقتصاد العالمي، مما يوضح مدى أهمية الدور الذي يلعبه الذهب في الاقتصاد كوسيلة للحفاظ على القيمة واستثمار آمن طويل الأجل.