«ارتفاع تاريخي».. أسعار الذهب تصل لأعلى مستوى في أسبوعين بسبب القلق الأمريكي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الخميس 22 مايو 2025، لتسجل أعلى مستوياتها خلال الأسبوعين الأخيرين، بالتزامن مع اضطرابات الأسواق العالمية وتزايد المخاوف بشأن الدين العام الأمريكي وانخفاض الطلب على سندات الخزانة لأجل 20 عامًا، مما أدى لتوجّه المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الذهب، لتعود المعادن النفيسة إلى الأضواء في ظل التذبذبات العالمية وتأثيراتها على الاقتصاد.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثير مؤشرات الاقتصاد الأمريكي

أسعار الذهب سجلت ارتفاعًا بنسبة 0.7% ليصل إلى 3336.43 دولارًا للأوقية في المعاملات الفورية، بينما وصلت العقود الأمريكية الآجلة للذهب إلى 3337.60 دولارًا للأوقية بنفس النسبة، مما يشير إلى إقبال المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، ويعزى هذا الارتفاع إلى تراجع مؤشر الدولار الأمريكي الذي اقترب من أدنى مستوياته في أسبوعين، مما يسهم في جعل الذهب أكثر جاذبية وزيادة قيمته للمستثمرين الدوليين الذين يعتمدون على العملات الأخرى، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الاقتصاد الأمريكي.

تراجع معادن أخرى وسط ارتفاع الذهب

في الوقت الذي شهدت فيه أسعار الذهب أداءً إيجابيًا، تأثرت المعادن النفيسة الأخرى بشكل متفاوت، إذ ارتفع سعر الفضة بنسبة 1% ليسجل 33.66 دولارًا للأوقية، بينما شهد معدنا البلاتين والبلاديوم تراجعًا، حيث انخفض البلاتين بنسبة 0.4% ليصل إلى 1072.43 دولارًا للأوقية، بينما تراجع سعر البلاديوم بنسبة 1.4% مما جعله يستقر عند 1023.50 دولارًا للأوقية، وقد جاءت هذه التغيرات مدفوعة بتقلبات الطلب العالمي وعدم استقرار السوق نتيجة انتباه المستثمرين المتزايد إلى التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية.

لماذا يلجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن؟

الذهب يُعتبر أحد أدوات الاستثمار الموثوقة التي تلجأ إليها الأسواق في أوقات الأزمات، خاصة عند انخفاض الثقة في سوق السندات والأصول المالية الأخرى، ويرتبط هذا الاتجاه عادة بتذبذب أداء العملات الكبرى مثل الدولار الأمريكي، إذ أن أي تراجع في قيمته يساهم في جذب مزيد من الاهتمام نحو الذهب، بالإضافة إلى تأثير التضخم وقوة الاقتصاد العالمي، ومع استمرار تصاعد المخاوف بشأن الدين الحكومي الأمريكي، يبدو أن المستثمرين يفضلون زيادة محافظهم الاستثمارية بالذهب، مما يدفع أسعاره إلى تسجيل مستويات جديدة.

من المتوقع استمرار حالة التذبذب في أسعار الذهب مستقبلًا مع تغير أوضاع السوق العالمية، مما يجعل من المهم متابعة المؤشرات الاقتصادية الرئيسية ومراقبة السياسات الاقتصادية للحكومات، خاصة فيما يخص الديون وإصدار السندات، الأمر الذي سيحدد اتجاه الحركة السعرية للمعادن النفيسة على المدى القريب.