«ارتفاع كبير» بأسعار النفط عالمياً مع تفاؤل بتحسن العلاقات الأمريكية الصينية

شهدت أسعار النفط الخام العالمية انتعاشًا ملحوظًا بعد الخسائر التي تكبدتها في الجلسة السابقة، مدعومة بالتطورات الإيجابية في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب تزايد التفاؤل بشأن استقرار السوق. ومع ذلك، فإن استمرار القلق حيال احتمالية عودة الإمدادات الإيرانية إلى الأسواق يُلقي بظلاله على الأوضاع، مما جعل المستثمرين يتابعون التطورات بحذر وسط الظروف الاقتصادية العالمية المتقلبة.

ارتفعت أسعار النفط عالميًا بدعم التفاؤل التجاري

سجل خام برنت ارتفاعًا بمقدار 17 سنتًا أو بنسبة 0.26% ليصل إلى 64.70 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 18 سنتًا ما يعادل 0.29% ليسجل 61.80 دولارًا للبرميل. جاء هذا الانتعاش بعد الهبوط الحاد في الجلسة السابقة، حيث تأثرت الأسواق بتصريحات الرئيس الأمريكي التي ألمحت إلى إمكانية التوصل لاتفاق نووي مع إيران، مما أثار المخاوف بشأن زيادة المعروض. من جهة أخرى، يدعم التهدئة المؤقتة في الحرب التجارية بين أمريكا والصين الثقة في استقرار الطلب العالمي للطاقة.

توقعات بتغير معروض النفط في المستقبل القريب

في إطار المحادثات الدولية، تتوقع وكالة الطاقة الدولية زيادة الإمدادات العالمية بمقدار 1.6 مليون برميل يوميًا على مدار العام الجاري، مع رفع تقديراتها السابقة بمقدار 380 ألف برميل. ويأتي هذا التوقع بعد خطوات تحالف أوبك+ لإلغاء تخفيضات الإنتاج الماضية التي تم تبنيها لدعم الأسعار وسط الجائحة، حيث أصبحت دول عديدة مثل السعودية تفضل تعزيز حصصها الإنتاجية مع ازدياد الطلب على النفط في بعض الأسواق الصاعدة.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسواق النفط

تراقب الأسواق عن كثب أي مستجدات تتعلق بعودة محتملة للإمدادات الإيرانية في ظل جهود إحياء الاتفاق النووي، وهو ما قد يضيف كميات كبيرة للعرض العالمي. على الرغم من ذلك، لا تزال هناك عقبات سياسية أمام التوصل لاتفاق شامل، مما يجعل أثر هذه العودة غير مؤكد حتى الآن. من ناحية أخرى، ترى العديد من البنوك الاستثمارية، مثل “إيه.إن.زد”، أن التراجع في المخاطر الجيوسياسية قد يقلل من الضغوط التصاعدية على الأسعار، لكن السوق قد تواجه تحديات مستمرة ما بين العرض والطلب خلال الفترة المقبلة.

تظل التحديات الجيوسياسية، بجانب التعافي الاقتصادي العالمي والطلب على الطاقة، عوامل مفصلية تؤثر على مسار أسعار النفط في المستقبل. ومع استمرار حالة التفاؤل الحذر بشأن اتفاقيات التهدئة التجارية، يبقى الدور الذي تلعبه منظمة أوبك وحلفاؤها في إدارة المعروض مركز الاهتمام للحفاظ على استقرار الأسواق.