«ارتفاع مفاجئ».. الذهب يصعد مدفوعًا بعمليات شراء قوية في الأسواق

تشهد أسعار الذهب تحركات ملحوظة في الأسواق العالمية، وفي يوم الجمعة ارتفعت أسعار الذهب نتيجة إقبال المستثمرين على المعدن النفيس بعد انخفاضات سابقة، فيما يراقب المستثمرون محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين المنتظرة قريبًا في مطلع الأسبوع المقبل، والتي يتوقع أن تؤثر بدورها على اتجاه الأسواق المالية ومستقبل الاقتصاد العالمي.

أسعار الذهب وتأثير العوامل الاقتصادية

سجل الذهب ارتفاعاً طفيفاً في المعاملات الفورية بنسبة 0.1 بالمئة ليصل سعر الأوقية إلى 3309.39 دولارات؛ بينما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.3 بالمئة إلى 3314.20 دولارا، يأتي هذا التعافي بعد أن شهد الذهب انخفاضاً حاداً في الجلسة السابقة بنسبة بلغت 2 بالمئة ليصل إلى 3288.39 دولار، يعود هذا التغير الحاد بالأسعار إلى الإعلان عن اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث أثرت التوترات التجارية والاتفاقيات بشكل مباشر على تحركات الاقتصاد وأسعار المعادن النفيسة.
الاتفاق التجاري بين لندن وواشنطن تضمن الحفاظ على رسوم جمركية بنسبة 10 بالمئة على السلع المستوردة من بريطانيا، مع خفض بريطانيا رسوم الجمارك من 5.1 بالمئة إلى 1.8 بالمئة، مما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويفتح أبواب السوق البريطاني أمام المنتجات الأمريكية.

محادثات أمريكية صينية وتأثيرها على الذهب

تستعد الأسواق العالمية للقاء المرتقب بين وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني خه لي فنغ، المقرر عقده في سويسرا، حيث أعرب مسؤولون من الجانبين عن رغبتهم في تقريب وجهات النظر التجارية والاقتصادية بين البلدين، هذا اللقاء قد يلعب دوراً مهماً في تحديد توجهات السوق وأسعار الذهب في الفترة القادمة، حيث أن التوترات التجارية تلقي بثقلها على حركة الأسواق وتعد عاملاً رئيسياً في تحديد أسعار الذهب كملاذ آمن.
من جهة أخرى، من المقرر أن يُلقي عدد من مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي كلمات في وقت لاحق توضح مسار السياسات النقدية والاقتصادية، مع إبقاء البنك الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة مع تحذيرات من ارتفاع معدلات التضخم والبطالة.

تحركات بقية المعادن النفيسة

لم يقتصر التأثير على الذهب فقط، بل شهدت بقية المعادن النفيسة تغيرات واضحة في أسعارها، حيث هبطت الفضة بنسبة 0.4 بالمئة إلى 32.37 دولارًا للأوقية؛ بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.5 بالمئة ليصل إلى 980.62 دولارا، في حين تراجع البلاديوم بشكل طفيف بنسبة 0.3 بالمئة مسجلاً 973.04 دولارا، تعكس هذه التغيرات تأثر المعادن بالتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية على مدى زمني قصير.

في الختام، تعد أسعار الذهب ومؤشرات المعادن الأخرى مرآة لحالة الاقتصاد والتغيرات الجيوسياسية، ولذلك يبقى الذهب الملاذ الآمن الأساسي للمستثمرين في ظل تنامي الضبابية في الأسواق الدولية.