ارتفاع مفاجئ بأسعار الذهب عالميًا.. ماذا يعني هذا التغيير للصاغة في مصر؟

شهدت أسعار الذهب عالميًا قفزة تاريخية غير مسبوقة نتيجة القرار الأمريكي المفاجئ بفرض رسوم جمركية عالية على واردات سبائك الذهب القياسية من سويسرا، وهو ما أثار اضطرابًا كبيرًا في الأسواق العالمية وأثر بشكل مباشر على حركة أسعار الذهب في مصر.

تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على أسعار الذهب عالميًا والدور المحوري لسويسرا

فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 39% على سبائك الذهب القياسية بوزن كيلو جرام واحد وسبائك الـ 100 أونصة القادمة من سويسرا، بعد تعديل رمزها الجمركي وإخراجها من قائمة الإعفاءات التي أُعلنت في أبريل الماضي، مما أحدث زلزالًا في سوق الذهب العالمي؛ نظرًا لأن سويسرا تُعتبر أكبر مركز لتكرير وتصدير الذهب، وتحظى بدور أساسي في سلاسل الإمداد الدولية. ترتب على هذا القرار ارتفاع غير مسبوق في عقود الذهب الآجلة بأسواق نيويورك، إذ تجاوزت الأسعار مستويات الـ 3400 دولار للأونصة، مع اتساع الفارق بين الأسعار الفورية والعقود الآجلة إلى أكثر من 100 دولار، وهو أمر نادر الحدوث حتى في أوقات الأزمات العالمية.

شهدت الأسعار ذروة عند 3409 دولارات للأونصة، قبل أن تغلق الأسبوع عند مستوى 3397 دولارًا، محققة مكاسب بنسبة 1% خلال الأسبوع، إلا أن الأسعار لم تستقر فوق حاجز الـ 3400 دولار عند الإغلاق، مما يعكس هشاشة حركة السعر وتصاعد المخاوف حول استمرار الزخم الصاعد. يأتي هذا القرار في إطار حزمة إجراءات أمريكية شاملة اتخذها الرئيس السابق دونالد ترامب، تضمنت فرض رسوم إضافية على واردات الهند، إثر استمرار نيودلهى بشراء النفط الروسي، بالإضافة إلى خطط فرض رسوم عالية على واردات أشباه الموصلات، مما زاد من حالة التوتر والقلق حول مستقبل التجارة العالمية وأدى إلى توجه متزايد للمستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.

ردود فعل وتراجع جزئي على قرار فرض الرسوم الجمركية على الذهب السويسري

أعلن البيت الأبيض عن مراجعة جزء من القرار، متعاونًا مع إدارة الجمارك الأمريكية لبحث البنود المعفاة من الرسوم؛ مما أدى إلى وقف العمل الفعلي بهذا القرار مؤقتًا وساهم في تهدئة الأسواق بصورة نسبية. رغم ذلك، استمر القلق والتوجس وسط المستثمرين في انتظار إعلان رسمي نهائي من الإدارة الأمريكية بشأن مصير هذه الرسوم، حيث ترقب الجميع تأثيرها المحتمل على السوق العالمية.

من جهته، أعرب كريستوف وايلد، رئيس الجمعية السويسرية للمعادن الثمينة، عن قلقه العميق حيال هذا القرار وتأثيره على حركة الذهب بين سويسرا والولايات المتحدة، واصفًا الولايات المتحدة بأنها “شريك تاريخي” لصناعة المعادن الثمينة في سويسرا، مُحذرًا من أن القرار قد يهدد سلاسل التوريد والتجارة الدولية وخاصة أن السبائك المستهدفة كانت معفاة من الرسوم سابقًا، مما يضيف طبقة إضافية من التعقيد للسوق العالمي.

توقعات تأثير القرار الأمريكي على أسعار الذهب في السوق المصرية ورؤية الصاغة

أوضح حسام العجمى، الخبير في أسعار الذهب بشركة «جولد بيليون»، أن القرار الأمريكي أثر فورًا على العقود الآجلة، مرتفعًا بأسعار الذهب بشكل ملحوظ، قبل أن يؤدي التراجع المؤقت للرسوم إلى استقرار نسبي في الأسواق، مشيرًا إلى أن التطبيق النهائي للرسوم سيؤدي لارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب عالميًا، ما سينعكس سريعًا على السوق المصرية في اليوم التالي.

تتحدد أسعار الذهب في مصر بثلاثة عوامل رئيسية هي: سعر الأونصة عالميًا، سعر صرف الجنيه أمام الدولار، ومستويات العرض والطلب محليًا. أشار العجمي إلى استقرار نسبي في السوق المصرية خلال الأيام الأخيرة، رغم ارتفاع طفيف نتيجة تحرك سعر الدولار.

وأكد نادى نجيب، رئيس شعبة الذهب، أن القرار الأمريكي صدر قبل عطلة نهاية الأسبوع في بورصات الذهب العالمية، ما يجعل يوم الاثنين نقطة انطلاق لتفاعل الأسواق مع هذا القرار. توقع نجيب ارتفاع الأسعار في حالة تطبيق الرسوم رسميًا، ولكنه أشار إلى أن الاستقرار الحالي في مصر يعود لضعف القوة الشرائية وتراجع الدولار، إضافة إلى توجيه المستهلكين لأموالهم نحو المصايف ومصروفات المدارس خلال فترة الصيف.

• قرار الرسوم الأمريكية وضع السوق العالمية تحت ضغط كبير.
• التدخل الأمريكي أدى إلى تذبذب كبير في أسعار الذهب ومستوياتها.
• السوق المصرية تأثرت جزئيًا بسبب ارتباطها بسعر الأونصة وصرف الدولار والطلب المحلي.