«ارتفاع مفاجئ» عيار 21 يرتفع 20 جنيها بسبب أزمة الرسوم وتحركات السوق

ارتفع عيار 21 في سوق الذهب المحلي بقيمة 20 جنيهًا خلال الأسبوع الماضي، نتيجة لتوترات الرسوم الجمركية التي أثرت على تحركات المعدن الأصفر عالمياً، وسط تعقيدات فرض رسوم جمركية محتملة على واردات سبائك الذهب من سويسرا، والتي سرعان ما نفاها الجانب الأمريكي رسميًا.

تغيرات أسعار الذهب في مصر وتأثير الرسوم الجمركية

شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا بنسبة 0.4%، أي بزيادة تقدر بـ 20 جنيهًا لعيار 21، ليصل سعر الجرام من 4600 إلى 4620 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بنسبة 1%، وإلى 3397 دولارًا مقارنة مع 3363 دولارًا الأسبوع السابق، وفقًا لتقرير منصة “آي صاغة” المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت؛ حيث بلغ سعر جرام عيار 24 نحو 5280 جنيهًا، وعيار 18 عند 3960 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3080 جنيهًا، بينما سجل جرام الجنيه الذهب حوالي 36960 جنيهًا. تأثر السوق المحلي بهذه الارتفاعات مرتبط بشكل مباشر بالتغيرات المفاجئة في الرسوم الجمركية التي تهدد استقرار واردات الذهب، خاصة من سويسرا التي تعد المصدر الأكبر لسبائك الذهب مرتفعة النقاء المسوقة عالميًا.

تداعيات الرسوم الجمركية على سوق الذهب المحلي والعالمي

ظل الجدل الأمريكي بشأن الرسوم الجمركية على واردات سبائك الذهب السويسرية يشكل عامل ضغط على أسواق الذهب، ما أضاف مزيدًا من الحذر للمشترين والمستثمرين، حسب ما أشار سعيد إمبابي المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”؛ حيث أصدرت هيئة الجمارك الأمريكية بتاريخ 31 يوليو خطابًا يؤكد فرض رسوم جمركية بنسبة 39% على هذه الواردات التي تصل بوزني الكيلوجرام و100 أوقية، لتشكل صدمة قوية للسوق العالمي وأثرت بشكل مباشر على سلاسل الإمداد. أدى ذلك إلى تهديد صادرات سويسرا، التي تبلغ قيمتها 24 مليار دولار، إلى الولايات المتحدة، ما دفع بعض المصافي إلى تعليق أو تقليص شحنات الذهب عالميًا، في حين وصف البيت الأبيض هذه الأنباء بـ”المضللة” مع إعلان عزمه إصدار توضيح رسمي يحد من حالة القلق السائدة.

تأثير تقلبات الأسواق العالمية ورسوم الذهب على المستثمرين

تزامنت هذه الأوضاع مع ارتفاع العقود الآجلة للذهب في بورصة نيويورك إلى 3534 دولارًا للأوقية، قبل أن تتراجع إلى 3497 دولارًا، بينما ظلت الأسعار في بورصة لندن مستقرة إلى حد كبير، ما وسع الفجوة السعرية بين السوقين إلى أكثر من 100 دولار؛ الأمر الذي يرى محللون أنه قد يعيد تشكيل تدفقات الذهب عالميًا ويؤثر سلبًا على جاذبية بورصة “كومكس” الأمريكية للمستثمرين الدوليين. يُذكر أن السبائك السويسرية عالية النقاء تعتبر الأدوات الأساسية لدعم العقود المالية المتداولة في “كومكس”، وبالتالي فإن أي رسوم جمركية قد تضعف البنية التحتية للسوق الأمريكي، وهو ما يهدد الاستقرار العام للمعاملات المالية العالمية المتعلقة بالمعدن النفيس.

• ارتفاع أسعار الذهب محليًا يعكس تأثير الأحداث العالمية على السوق المصرية
• الرسوم الجمركية الأمريكية على الذهب تهدد صادرات سويسرا وأسواق المعادن الثمينة
• الفجوة السعرية بين بورصتي نيويورك ولندن تثير قلق المستثمرين وتعيد توزيع تدفقات الذهب

ويأتي هذا المشهد وسط تصريحات حادة من رئيس جمعية مصنعي وتجار المعادن الثمينة في سويسرا، كريستوف وايلد، الذي وصف الرسوم الجمركية بأنها “صفعة جديدة” قد تؤثر على قدرة السوق العالمية في تلبية الطلب المتزايد على الذهب، ما يعكس حجم الضغوط التي تواجه السلاسل الإمدادية للمعادن الثمينة.

في سياق متصل، يحول المستثمرون أنظارهم أيضًا نحو مؤشرات الاقتصاد الأمريكي المؤثرة على سعر الذهب، حيث عززت بيانات الوظائف غير الزراعية المتباطئة توقعات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، خاصة مع انكماش نشاط قطاع الخدمات وفقًا لمؤشر معهد إدارة التوريدات. بيد أن تصاعد مؤشر الأسعار المدفوعة في القطاع نفسه إلى أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2022، يثير التساؤلات حول قدرة البنك المركزي على الموازنة بين الإدارة الحذرة للتضخم والحفاظ على سوق العمل قويًا.

يواصل سعر الذهب تحركاته الدقيقة متأثرًا بتقلبات الأسواق العالمية والقرارات الاقتصادية المرتقبة، ليظل عيار 21 نقطة ارتكاز للسوق المحلية في ظل هذه التقلبات، مما يعكس التداخل الوثيق بين الأوضاع الاقتصادية الأمريكية والرسوم الجمركية وعروض السبائك السويسرية في تشكيل ملامح أسعار الذهب في مصر.