«ارتفاع مفاجئ» لأسعار الذهب بعد اتفاق تجاري بين أمريكا والصين

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا بارزًا خلال تداولات الثلاثاء بعد التراجع الذي شهدته في الجلسة السابقة، حيث استفاد الذهب من الهدنة التجارية المؤقتة بين الولايات المتحدة والصين التي عززت التوجه نحو الأصول المُخاطرة، ووصل سعر العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو إلى 3263.50 دولارًا للأوقية، بزيادة قدرها 1.1%، ما يعكس تزايد الاهتمام بالمعدن النفيس كملاذ آمن.

ارتفاع أسعار الذهب وأداء الأسواق العالمية

شهدت أسعار الذهب الفورية تحسنًا ملحوظًا بلغ 0.65% ليصل إلى 3257.97 دولارًا للأوقية، في حين تذبذبت العملات والأسواق المالية نتيجة لتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.25% ليصل إلى 101.51 نقطة، مما قلّص الضغط على الذهب وساعد على رفع الطلب عليه، كما ارتفعت المعادن الثمينة الأخرى مثل الفضة التي سجلت زيادة بنسبة 1.85% ليبلغ سعرها 33.23 دولارًا للأوقية، في حين أظهرت أسعار البلاتين والبالاديوم ارتفاعات طفيفة بنسب 0.7% و0.15% على التوالي.

الأثر الاقتصادي للاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين

يأتي هذا الارتفاع في أسعار الذهب على خلفية إعلان الولايات المتحدة والصين عن اتفاقية تجارية في جنيف تقضي بتخفيض الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين، حيث قامت الولايات المتحدة بخفض التعريفات إلى 30% بدلًا من 145% على الواردات الصينية، بينما خفضت الصين الرسوم الجمركية على البضائع الأمريكية إلى 10% بدلًا من 125%، ويشكل هذا الاتفاق انفراجة للأوضاع التجارية العالمية وقد يعزز من الاستقرار الاقتصادي ويخفف الضغوط على الأسواق المالية العالمية، مما يساهم في نمو الطلب على الذهب كمخزن للقيمة.

تأثير البيانات الاقتصادية على أسعار الذهب

ينتظر المستثمرون بشغف تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي المتوقع صدوره في وقت لاحق اليوم، حيث تعتبر هذه البيانات من بين الأدوات الأساسية لتحديد مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وعلى أثر هذه المؤشرات الاقتصادية تكتسب أسعار الذهب حساسية كبيرة؛ إذ يتأثر الطلب على الذهب بتغير معدلات الفائدة والدولار الأمريكي، على سبيل المثال، عند تراجع الدولار أو عند إعلان بيانات اقتصادية ضعيفة، يميل المستثمرون إلى زيادة طلبهم على الذهب لتحميهم من التقلبات الاقتصادية.

في الختام، يثبت الذهب مجددًا مكانته كخيار آمن خلال أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي، في ظل تطورات السوق العالمي والاتفاقات التجارية الأخيرة، يعكس الذهب آفاق المستقبل المالي التي تعتمد على استقرار الأسعار والسياسات الاقتصادية الرشيدة، ومع ذلك، تبقى التحديات متعددة، ما يترك المستثمرين في حالة مراقبة دائمة للتطورات الاقتصادية العالمية.