«ارتفاع مفاجئ» لأسعار النفط والذهب بدعم من تفاؤل محادثات أمريكا والصين

«ارتفاع مفاجئ» لأسعار النفط والذهب بدعم من تفاؤل محادثات أمريكا والصين
«ارتفاع مفاجئ» لأسعار النفط والذهب بدعم من تفاؤل محادثات أمريكا والصين

شهدت أسواق النفط والذهب انتعاشًا ملحوظًا مؤخرًا، حيث ارتفعت أسعار النفط بنسبة تقارب 2% لتسجل أول مكاسب أسبوعية منذ أبريل، فيما حقق الذهب مكاسب يومية بنسبة تزيد عن 1%، وسط حالة من التفاؤل بشأن الاتفاقات التجارية الدولية بين الولايات المتحدة ودول أخرى مثل بريطانيا والصين؛ وترافق ذلك مع تراجع طفيف في قيمة الدولار الأمريكي مما دعم انتعاش المعادن النفيسة عالميًا.

ارتفاع أسعار النفط: العوامل والتطورات

شهد خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط ارتفاعات إيجابية في أسعارهما نتيجة عدة عوامل؛ فقد صعد برنت بنسبة 1.7% ليصل إلى 63.91 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس بنسبة 1.9% ليبلغ 61.02 دولار للبرميل، ويُعزى هذا الانتعاش الكبير إلى التفاؤل السائد بشأن المحادثات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى الاتفاق التجاري بين واشنطن وبريطانيا؛ كما ساهمت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دعم أسعار النفط، حيث دعا الصين إلى تخفيف القيود التجارية وفتح أسواقها أمام المنتجات الأمريكية مع تحديد الرسوم الجمركية، وهو الأمر الذي يهدف إلى تعزيز الصادرات الأمريكية.

ومن الجدير بالذكر، أن المكاسب الأسبوعية للخامين وصلت إلى حوالي 4%، مما يعزز من استقرار أسواق الطاقة ويُشجع الشركات والمستثمرين على الاستثمار بشكل أكبر في هذا القطاع، خاصة مع تحسن التوقعات الاقتصادية العالمية.

الذهب والمعادن النفيسة: بين التراجع والدعم

في ظل انخفاض الدولار بنسبة 0.3%، استفادت أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى من هذا التراجع؛ حيث ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.1% ليصل إلى 1817.58 دولار للأوقية، محققًا مكاسب أسبوعية بلغت 3.1%، كما ساهمت حالة عدم اليقين الناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية في تعزيز الإقبال على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات التقلبات الاقتصادية؛ علاوة على ذلك، ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب أيضًا لتستقر عند 3344 دولارًا؛ الأمر الذي يعكس زيادة الطلب على الأدوات المالية المرتبطة بالذهب.

بالإضافة إلى الذهب، سجلت المعادن النفيسة الأخرى أداءً إيجابيًا، حيث زادت الفضة بنسبة 0.8% لتصل إلى 32.75 دولار للأوقية، وصعد البلاتين بنسبة 2% ليبلغ 995.10 دولار، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة طفيفة قدرها 0.2% وصولًا إلى 977.68 دولار، ما يعكس حالة التعافي العام في السوق.

العوامل المؤثرة على الأسواق العالمية

يمكن إرجاع هذا التحسن العام في الأسواق إلى عدة عوامل متشابكة، من بينها المباحثات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، وتوجه الحكومات نحو خفض الرسوم الجمركية وتحفيز التبادل التجاري؛ كما أن أسعار الدولار تلعب دورًا بارزًا في تحديد كلفة السلع الأساسية مثل النفط والذهب، مع اتجاه عام نحو تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي وتقليص التوترات التجارية.

ختامًا، هذا الانتعاش في أسعار النفط والذهب يؤكد على الترابط الوثيق بين التغييرات الاقتصادية والسياسية العالمية، ما يتطلب مراقبة حثيثة من المستثمرين للقرارات والتطورات المستجدة في مختلف القطاعات؛ ومن المتوقع أن تستمر الأسواق في التفاعل بشكل إيجابي مع حالة التفاؤل التي تصاحب التحسن في العلاقات التجارية بين القوى الكبرى.