ارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب اليوم وسط تراجع عوائد السندات وترقب قمة السلام الأمريكية-الأوكرانية

شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا ملحوظًا بعد أن وصلت إلى أدنى مستوى لها خلال أسبوعين، مدعومة بشكل رئيسي بتراجع عوائد السندات الأميركية، مما أعطى زخماً إيجابيًا للذهب وجعله محط أنظار المستثمرين الباحثين عن فرص آمنة في ظل الاضطرابات الاقتصادية والسياسية الجارية.

تأثير العوامل الاقتصادية وتوقعات الفيدرالي على أسعار الذهب

بدأ الذهب تعاملاته بانخفاض، لكنه سرعان ما حقق صعودًا مع دخول المشترين عند مستوى سعر 3,330 دولارًا للأونصة، الذي اعتبره المحللون سعرًا مغريًا للاستثمار؛ كما أشار تيم ووترر، كبير محللي الأسواق في KCM Trade، إلى أن تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية ساعد على تخفيف الضغط البيعي، وهو عامل مهم يدعم ارتفاع أسعار الذهب. بالإضافة إلى ذلك، يترقب عدد كبير من المستثمرين ندوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي السنوية في جاكسون هول بولاية وايومنغ، المتوقّع أن تعلن خلاله السلطة النقدية عن خفض سعر الفائدة في سبتمبر لأول مرة هذا العام، مع إمكانية حدوث تخفيض ثانٍ قبل نهاية السنة، الأمر الذي يعزز فرص ارتفاع الذهب كملاذ آمن في ظل بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

محادثات السلام الجيوسياسية ودورها في دعم أسعار الذهب

تأتي المحادثات القادمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إضافة إلى قادة أوروبيين، في ظل توترات جيوسياسية كبيرة تواجه المنطقة؛ وهذا الاجتماع ينتظره السوق بحذر، إذ يزيد احتمال التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا، ما يُلقي بظلال من الانقسام بين المستثمرين. وأمام هذه المخاطر السياسية، يتجه الكثير منهم إلى الذهب كخيار آمن لحماية رؤوس أموالهم. تشير المصادر إلى أن المقترحات التي ناقشها بوتين مع ترامب تتعلق بتبادل للأراضي المحتلة، وهو أمر يحمل تأثيرًا مباشرًا على ثقة الأسواق. في ضوء هذه الاضطرابات، يظل الذهب محط اهتمام كبير بين المستثمرين الباحثين عن الاستقرار وسط عدم اليقين الجيوسياسي.

التحليل الفني وحركة السوق في ظل تقلبات أسعار الذهب

يرى الخبراء أن التحركات في سوق الذهب تبقى محدودة ومتقلبة بانتظار نتائج الاجتماعات السياسية والاقتصادية المحتملة خلال الأسبوع الجاري؛ وبحسب تيم ووترر، فإن حالة الحرص تسود سلوك المستثمرين الذين يفضلون التريث قبل اتخاذ قرارات كبيرة. الذهب، كأصل مالي لا يدر عائدًا، يحافظ على جاذبيته في ظل انخفاض أسعار الفائدة وصعود المخاطر العالمية، مما يجعله خيارًا متفوقًا للادخار والحماية من التضخم. هذه العوامل دفعت أسعار الذهب للتعافي من أدنى مستوياتها، رغم أن السوق ما زال يعاني من حالة تردد واضحة.

تطورات عوائد السندات وأثرها على أسعار الذهب ومستقبل الفائدة

شهدت عوائد السندات الأميركية لأجل عشر سنوات تراجعًا من أعلى مستوياتها خلال أسبوعين، ما أسهم في تقليل الضغوط الهابطة التي كانت تفرضها على أسعار الذهب، وفتح أمامه المجال للارتفاع مرة أخرى. يمثل هذا التراجع إشارة واضحة على تغير توقعات المستثمرين بشأن السياسة النقدية الأمريكية، والرغبة في تبني مسار مختلف في خفض أسعار الفائدة. تعتبر نتائج ندوة جاكسون هول محوراً أساسياً لتحديد اتجاه أسعار الفائدة مستقبلًا، وبالتالي فإن تحركات الذهب مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بنتائج هذه الندوة، التي ستوضح حجم الدعم أو الضغط المتوقع على المعدن النفيس.

أداء باقي المعادن النفيسة ودعمها لأسعار الذهب

لم يكن الذهب وحده من استفاد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية الحالية، فقد شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات إيجابية متزامنة، إذ ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 38.02 دولار للأونصة، كما زادت أسعار البلاتين والبلاديوم بنسبة 0.1% أيضًا، مسجلة 1,336.79 و1,113.52 دولارًا على التوالي. تعكس هذه الارتفاعات الدعم المشترك لجميع المعادن الثمينة، ما يجعلها مقصداً متزايدًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان وسط وتقلبات السوق العالمية الحالية.

المعدن النفيس نسبة الارتفاع السعر الحالي (دولار للأونصة)
الذهب الفوري 0.4% 3,348.59
الذهب الآجل (ديسمبر) 0.4% 3,394.90
الفضة الفورية 0.1% 38.02
البلاتين 0.1% 1,336.79
البلاديوم 0.1% 1,113.52