ارتفاع ملحوظ في أسعار الفضة محليًا وعالميًا.. ما السبب وأين وصلت الأسعار؟

أسعار الفضة سجّلت ارتفاعًا محليًا وعالميًا بدعم من الإقبال الاستثماري، حيث شهدت الأسواق المصرية والعالمية خلال الأسبوع الماضي زيادة ملحوظة في الأسعار، مدفوعة بعدة عوامل مهمة مثل التوترات التجارية الدولية، وتراجع الدولار الأمريكي، إلى جانب ازدياد الطلب المحلي خلال موسم المناسبات، وفقًا لتقرير مركز “الملاذ الآمن” للأبحاث الاقتصادية.

تطورات أسعار الفضة المحلية والعالمية وسط الإقبال الاستثماري

افتتح جرام الفضة عيار 800 تداولاته الأسبوعية عند 52 جنيهًا، ثم ارتفع إلى 54 جنيهًا ليسجل إغلاقًا عند 53 جنيهًا، محققًا مكاسب قيمة مقارنة بالأسبوع السابق، في حين بلغ سعر جرام الفضة عيار 999 نحو 66 جنيهًا، وجرام عيار 925 حوالي 61 جنيهًا، أما جنيه الفضة عيار 925 فوصل إلى حوالي 488 جنيهًا. على المستوى العالمي، بدأت أوقية الفضة تداولاتها عند 38.11 دولار، ثم ارتفعت لتصل إلى 39.91 دولار، وهو أعلى سعر لها منذ عام 2011، قبل أن تهبط إلى 38 دولارًا مع نهاية الأسبوع بسبب احتمال توقيع اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والذي هدأ من حدة التوترات التجارية وضغط على أسعار المعادن النفيسة. في السوق المحلية، انتعش الطلب على الفضة تزامنًا مع إعلان نتائج الثانوية العامة، حيث لجأ المستهلكون إلى شراء السبائك والجنيهات الفضية كهدايا، كما برزت الفضة كخيار استثماري أقل تكلفة مقارنة بالذهب الذي سجل أسعارًا قياسية دفعت الكثيرين لتفضيل الفضة كبديل آمن.

دوافع ارتفاع أسعار الفضة وتوقعات المستثمرين

أشار التقرير إلى وجود ترقب واسع لاتفاقيات تجارية مرتقبة بين عدة دول كبرى مثل كندا، المكسيك، والاتحاد الأوروبي، التي قد تسهم في تخفيف الرسوم الجمركية وتحسين استقرار سلاسل التوريد، خصوصًا للدول المنتجة للفضة. في حال إتمام هذه الاتفاقيات، قد تتجه الاحتياطات الفيدرالية الأمريكية إلى خفض أسعار الفائدة، ما سيزيد من ضعف الدولار ويدعم ارتفاع أسعار المعادن بشكل عام. منذ مطلع عام 2025، شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا محليًا بنسبة 29% وعالميًا بنسبة 31%، متفوقة على أغلب المعادن الأخرى، ويعزى ذلك إلى عدة عوامل رئيسية منها التوقعات بتثبيت سعر الفائدة الأمريكية، المخاوف المتعلقة بتباطؤ الاقتصاد العالمي، والطلب المتزايد من القطاعات الصناعية خاصة التكنولوجيا والطاقة المتجددة.

• تخفيف التوترات التجارية العالميّة
• تراجع الدولار الأمريكي
• تحسن الطلب المحلي موسميًا
• تزايد الاهتمام بالاستثمار البديل

الفضة تحمل آفاقًا واعدة مع إمكانية استمرار ارتفاع الأسعار

ما زالت أسعار الفضة المحلية والعالمية لم تصل إلى مستوياتها الحقيقية بعد، خاصة مع انخفاض نسبة الذهب إلى الفضة إلى 86 مقارنة بمتوسطها التاريخي بين 50 و60، ما يشير إلى فرصة كبيرة لمزيد من الصعود في سعر الفضة إذا اقتربت هذه النسبة من طبيعتها. التحليلات المتخصصة توضح أن الفضة قد ترتفع إلى أكثر من 63 دولارًا للأوقية بنسبة زيادة تقارب 65% عن السعر الحالي. تاريخيًا، شهدت الفضة ارتفاعًا ملحوظًا في عام 1980 حين وصل سعر الأوقية إلى ما يعادل حاليًا 197 دولارًا، وكذلك في عام 2011 عند 71 دولارًا للأوقية، وبينما الأسعار الحالية لا تزال أقل من هذه المستويات، يؤكد الخبراء أن العوامل المؤيدة مستمرة وبقوة، مما يفتح المجال أمام مكاسب إضافية مستقبلية، خاصة إذا استمر الطلب الصناعي والتركيز على مشاريع التكنولوجيا والطاقة الخضراء بنفس الوتيرة.