ارتفاع ملحوظ للدولار مقابل الين واليورو بعد تطبيق ترامب لرسوم جمركية جديدة – تعرف على التفاصيل

يتجه الدولار العالمي لتسجيل أفضل أداء أسبوعي خلال الثلاث سنوات الماضية مقابل العملات الرئيسية، مدعومًا بإجراءات الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عدة شركاء تجاريين. هذا الدعم انعكس بشكل واضح في ارتفاع مؤشر الدولار الذي يقيس القوة الشرائية للعملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية أخرى، مع تحقيقه مكاسب ملحوظة هذا الأسبوع.

كيف أثرت الرسوم الجمركية الجديدة على أداء الدولار العالمي

حافظ الدولار على قوته بعد إعلان ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على عشرات الدول، حيث دفعت هذه الخطوة المستثمرين إلى تعزيز الطلب على العملة الأمريكية كملاذ آمن وسط التوترات التجارية؛ وهذا ما ساهم في صعود مؤشر الدولار إلى مستوى 100.14، وهو الأعلى منذ نهاية مايو الماضي. كما أن فرض الضرائب المرتفعة على كندا والرسوم الجمركية المتزايدة على الواردات السويسرية أثرت سلبًا على عملاتهما، مما عزز مكانة الدولار بالمقابل. تجلى ذلك في انخفاض الدولار الكندي إلى أدنى مستوى منذ أكثر من شهر، وتراجع الفرنك السويسري بنسبة 0.26% مقابل الدولار.

تداعيات الرسوم الجمركية على العملات في الأسواق الناشئة والآسيوية

امتدت تداعيات زيادة الرسوم الجمركية لتشمل الأسواق الناشئة في آسيا، حيث شهدت هذه المناطق موجة بيع كبيرة أدت إلى تدهور عملاتها بشكل ملحوظ مقابل الدولار. هبط البيزو الفلبيني إلى أدنى سعر له خلال ستة أشهر، بينما وصل الدولار التايواني إلى أدنى مستوياته منذ بداية يونيو؛ كما سجل الوون الكوري الجنوبي تراجعًا غير مسبوق منذ مايو الماضي. هذه التحركات تعكس حساسية الأسواق الناشئة لأي تغييرات في السياسات التجارية الأمريكية، بالإضافة إلى تداعيات الحرب التجارية المستمرة بين واشنطن وشركائها التجاريين.

تأثير اتفاقية التجارة الجديدة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على اليورو والدولار

لم تؤثر اتفاقية التجارة الإطارية التي تم توقيعها مؤخرًا بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشكل إيجابي على العملة الأوروبية الموحدة، حيث بقي اليورو قريبًا من أدنى مستوياته خلال شهرين عند 1.1428 دولار، متأثرًا باعتبار الأسواق أن الاتفاقية تضع أوروبا في موقف غير متوازن أمام واشنطن. وانتقد قادة فرنسا ورئيس لجنة التجارة في البرلمان الأوروبي الاتفاقية على اعتبارها غير عادلة، وهو ما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم قيمة اليورو بالانخفاض، وبذلك يستمر الدولار في استغلال هذه التوترات لتعزيز مكانته.

على الجانب الآخر، استمر الدعم القوي للدولار على الرغم من الهجمات المتكررة التي يشنها ترامب على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ووصفه برئيس “سيئ” للسياسة النقدية، مما أثار شكوكًا في استقلالية البنك المركزي الأمريكي. لكن البنك المركزي أثبت ثباته من خلال الاحتفاظ بسياسته النقدية دون تغيير، مشيرًا إلى قوة سوق العمل وارتفاع طفيف في التضخم، وهو ما عزز ثقة الأسواق مؤقتًا في الدولار.

تترقب الأسواق صدور بيانات التوظيف الأمريكية التي من المتوقع أن تظهر تباطؤًا في نمو الوظائف إلى 110 آلاف وظيفة جديدة في يوليو مقارنة بـ147 ألفًا في الشهر السابق، وهو تراجع ملحوظ لكنه لا يشير إلى قلق كبير في الأسواق. هذا التقييم يضيف بعدًا آخر لقوة الدولار، الذي يكسب زخمًا من الركائز الاقتصادية والسياسية، وسط حالة عدم اليقين في العلاقات التجارية العالمية.