استجابة لنداء استغاثة مالكها للرئيس السيسي.. تعرف على تفاصيل أزمة صيدليات 19011

تعد قصة صيدليات 19011 من أبرز الأزمات التي شهدها قطاع التجزئة الدوائية في مصر خلال السنوات الأخيرة، إذ مرت هذه السلسلة بمراحل متعددة ومثيرة بداية من الانطلاق كنموذج ريادي إلى السقوط في وحل الديون وإشهار الإفلاس، ثم العودة إلى الساحة مجددًا، وقد أثارت حالتها اهتمامًا واسعًا بمخالفاتها الإدارية والمالية وتعثرها.

قصة صيدليات 19011

تأسست صيدليات 19011 عام 2016 على يد أحمد الأنصاري، حيث بدأت كمشروع صغير برأس مال قدره 15 مليون جنيه، سرعان ما توسعت المجموعة لتصل إلى أكثر من 400 فرع بحلول عام 2022، واشتهرت بقدرتها على التوسع السريع والاستحواذ على سلاسل صيدليات أخرى مثل صيدليات إيمدج مقابل 80 مليون جنيه، إلا أن هذا التوسع واجه أزمات مالية ضخمة مع وصول الديون إلى 7.5 مليار جنيه، ما تسبب في تأخر رواتب الموظفين وتوقف العديد من خدمات السلسلة.

إفلاس صيدليات 19011

في يونيو 2022، أصدرت المحكمة الاقتصادية حكمًا قضائيًا بإشهار إفلاس شركة ألفا، المالك الرسمي لمجموعة صيدليات 19011، لتبدأ قصة مختلفة من الصراعات المالية والقانونية، فقد طالب الحكم الرسمي الدائنين بتقديم مستندات ديونهم، في حين أشار المحامي هاني سامح إلى مخالفات قانونية جسيمة ارتكبتها إدارة المجموعة عبر استغلال عقود الإيجار الفرعية للحصول على القروض، وقد أدى ذلك إلى تفاقم الأزمة بشكل ممنهج.

ديون وصلت إلى 7.5 مليار جنيه

تراكم الديون على سلسلة صيدليات 19011 كان العائق الأكبر لاستمرارها في السوق لفترة طويلة، حيث وصلت القيمة الإجمالية للديون إلى 7.5 مليار جنيه، بالإضافة إلى الأزمات المتعلقة بتأخير الرواتب، وقد عانى موظفو السلسلة من الظروف الاقتصادية القاسية التي نتجت عن سوء الإدارة والتوسع غير المدروس، وفقًا للمعلومات المنشورة، فقد ارتكبت مخالفات لمواد قانون مزاولة المهنة، ما عزز من تعثر الشركة وانهيار نموذجها التجاري.

محاولات إنقاذ السلسلة

بعد مرور عام ونصف من إعلان الإفلاس، صدر قرار من محكمة القاهرة الاقتصادية في أبريل عام 2024 بإعادة تشغيل صيدليات 19011، تزامن ذلك مع تنظيم حفل إفطار للإعلان عن عودة السلسلة، واجهت الصيدليات منعطفًا جديدًا بتقديم خدمات مبتكرة مثل الطبيب المنزلي وخدمة التمريض على مدار الساعة وكذلك السياحة العلاجية، وقد تم الإعلان عن تطبيق جديد يُطلق بالتزامن مع العودة، في محاولة لجذب العملاء واستعادة الثقة المفقودة.

استنتاجات حول أزمة صيدليات 19011

قصة صيدليات 19011 تعتبر مثالًا واضحًا على مخاطر التوسع غير المدروس في قطاع التجزئة، إذ أن المشاكل الإدارية والمالية التي واجهتها السلسلة كشفت مدى ضرورة وجود رقابة صارمة على عمليات الاستحواذ والتوسع، بالإضافة إلى أهمية الالتزام بالقوانين المنظمة لمهنة الصيدلة، ومع إعادة تشغيلها، تبقى الأنظار معلقة على مدى قدرة سلسلة الصيدليات على تجاوز الأزمات وإعادة بناء نموذجها التجاري بشكل أكثر استقرارًا واستدامة.