تحتل ذكرى رحيل محمود الجوهري مكانة مميزة في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية، حيث يعد الجنرال محمود الجوهري أحد أبرز رموز الكرة المصرية وأكثرهم تأثيرًا في تطوير اللعبة على المستويين المحلي والقاري. في 3 سبتمبر 2012، ودّع العالم هذا القائد الرياضي الذي جسد سبقًا في الأداء والتدريب وترك إرثًا لا يُنسى على مدار أعوام.
مسيرة طويلة وحافلة بالإنجازات للجنرال محمود الجوهري في كرة القدم المصرية
بدأت مسيرة محمود الجوهري كلاعب في قلب النادي الأهلي المصري بين أعوام 1955 و1961، حيث حقق خلال تلك الفترة 6 بطولات دوري و3 كؤوس مصرية، مسيرته انتهت مبكرًا بسبب إصابة الرباط الصليبي التي أجبرته على الاعتزال، ليبدأ حينها رحلته في عالم التدريب. وهو ابن الكلية الحربية التي تخرج منها عام 1957 كضابط في سلاح الإشارة، وشارك في حرب أكتوبر المجيدة قبل أن يستقيل عام 1977 مكرسًا جهوده لكرة القدم. رفض الجوهري أن يختزل دوره في اللعب فقط، بل تحول إلى مدرب فذ، فنقش اسمه بحروف من ذهب على أوراق تاريخ الرياضة المصرية، ولعب دورًا محوريًا في قيادة الأندية والمنتخبات، سواء داخليًا أو عربيًا.
تأثير الكلمة المفتاحية: الوظائف التدريبية والإنجازات البارزة لمحمود الجوهري في الأندية والمنتخبات
قام محمود الجوهري بالعديد من التجارب التدريبية التي أثرت بشكل مباشر على مستوى كرة القدم في مصر والخليج، بدءًا من عمله داخل النادي الأهلي ثم انتقاله إلى نادي اتحاد جدة السعودي حتى عام 1982، ثم عودته لتدريب الأهلي الذي حقق معه لقب دوري أبطال إفريقيا عام 1983. كان أبرز إنجازاته الاستثنائية قيادته لنادي الزمالك في موسم 1993-1994 كونه المدرب الأهلاوي الوحيد الذي تولى قيادة الزمالك، وقاده للفوز ببطولة إفريقيا للأبطال وكذلك لقب السوبر الإفريقي أمام فريقه الأصلي الأهلي. فضلاً عن تدريب الهلال السعودي وناديي الشارقة والوحدة الإماراتيين، وكذلك المنتخب العماني في كأس الخليج 1996، مما يعكس انتشار خبرته وانتقالها عبر أكثر من نادي ومنتخب.
دوره الحاسم مع منتخب مصر وتأثيره على الكرة الأردنية
يعتبر الجوهري من المدربين الذين صنعوا الفارق مع منتخب مصر، إذ حقق مع الفراعنة إنجازات بارزة مثل التأهل إلى كأس العالم 1990 بإيطاليا للمرة الثانية في تاريخ مصر، بالإضافة إلى قيادة المنتخب للفوز بلقب أمم إفريقيا عام 1998 في بوركينا فاسو، ليصبح أول مدرب يفوز بكأس الأمم الأفريقية كلاعب ومدرب، حيث كان هداف البطولة في نسختي 1957 و1959. بعد مسيرته مع مصر، تولى الجوهري قيادة منتخب الأردن، حيث حقق مع النشامى إنجاز التأهل لأول مرة لنهائيات كأس آسيا، وأسس جيلًا مميزًا من اللاعبين، ثم استمر في منصب مستشار فني لاتحاد الكرة الأردني حتى وفاته، مع ترك بصمة واضحة في تطور كرة القدم هناك.
الفترة | الدور | الإنجازات |
---|---|---|
1955-1961 | لاعب في النادي الأهلي | 6 بطولات دوري، 3 كؤوس مصر |
1965-1982 | مدرب في الأهلي واتحاد جدة | دوري أبطال إفريقيا 1983، ألقاب محلية |
1993-1994 | مدرب نادي الزمالك | إفريقيا للأبطال، السوبر الإفريقي |
1990-1998 | مدرب منتخب مصر | تأهل لكأس العالم 1990، أمم إفريقيا 1998 |
1996-2012 | مدرب ومنتخب أردني، مستشار فني | تأهل كأس آسيا، تطوير الكرة الأردنية |
يظل محمود الجوهري رمزًا لتاريخ كرة القدم في مصر، حين امتزج مسيرته العسكرية مع شغفه بالكرة، وحين حمل نظرته الفريدة في التدريب أطنان النجاح الذي أثر في كل فريق تولى قيادته، وجعل اسمه لا ينطفئ مع مرور الزمن، بل يتجدد عبر الأجيال التي تستلهم من بطولاته وإدارته. استمرار تقديره في مصر وخارجها يعكس حجم الإرث الذي تركه لاعبًا وجنرالًا وكبير مدربي كرة القدم.