«استنكار دبلوماسي».. دبلوماسي سابق ينتقد ما ورد في كلمة سلطنة عمان بالأمم المتحدة

شهدت الأشهر الأخيرة تفاعلًا مكثفًا حول ملف الأزمة اليمنية في القمم الخليجية الأمريكية، وقد أثارت تصريحات نائب رئيس الوزراء العماني لشؤون العلاقات الخارجية أسعد بن طارق آل سعيد جدلًا واسعًا بشأن تأكيده على دور سلطنة عمان في السعي لتحقيق السلام، لكن هذا الموقف قوبل باستنكار من الدبلوماسي اليمني عبدالوهاب طواف، الذي انتقد ما وصفه بترويج عُماني للحوثيين كممثل شرعي لليمن.

تصريحات سلطنة عمان بشأن الأزمة اليمنية

في القمة الخليجية الأمريكية التي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض، صرّح نائب رئيس الوزراء العماني أسعد بن طارق آل سعيد بكلمات أثارت الجدل، حيث عبّر عن تقديره لإنهاء الصراع مع اليمن، بالإشارة إلى الوساطة التي قادتها سلطنة عمان بين الولايات المتحدة وميليشيات الحوثي، ركزت كلمته على ضرورة تمهيد الطريق لمستقبل أفضل وتحقيق سلام دائم في اليمن، وهو ما فُهم أنه اعتراف مباشر بشرعية الحوثيين واعتبارهم طرفًا معتمدًا للحوار.

ردود أفعال الدبلوماسيين اليمنيين

لم تتأخر الاستجابات اليمنية لهذه التصريحات المثيرة، فقد عبّر السفير اليمني السابق، عبدالوهاب طواف، عن استيائه مما ورد في خطاب الوفد العماني، منتقدًا الإصرار على تصوير الحوثيين كممثلين لليمن، أشار طواف في تعليقاته إلى أن هذه الخطوة تعكس انحيازًا غير مبرر لميليشيات فرضت العنف والقوة كوسيلة للسيطرة، كما دعا سلطنة عمان لإعادة تقييم سياساتها تجاه الأزمة اليمنية بما ينسجم مع المصالح العربية المشتركة بعيدًا عن التأثيرات الإيرانية.

دور سلطنة عمان وتأثير ذلك على الملف اليمني

تمثل سلطنة عمان أحد أبرز الأطراف الفاعلة في الملف اليمني، نظرًا لموقعها الجغرافي المجاور وتأثيرها الإقليمي، تؤدي دور الوسيط الموثوق بين الحوثيين وبعض القوى الغربية، إلا أن مواقفها الأخيرة تثير تساؤلات حول مدى الحيادية التي يُنتظر من الدبلوماسية العمانية تطبيقها، في الوقت الذي ترى فيه أطراف يمنية أن إصرار السلطنة على التعامل مع الحوثيين يتسبب في تعقيد مساعي التوصل إلى حلول شاملة وتوافقية للأزمة اليمنية.

في النهاية، تمثل التطورات الراهنة في القمة الخليجية الأمريكية نقطة تحول لمسار الأزمة اليمنية، حيث يبقى على سلطنة عمان أن تعيد النظر في سياساتها تجاه الملف اليمني بما يخدم سلامًا شاملًا يحقق مصالح مختلف الأطراف وينهي معاناة الشعب اليمني.