اشتباك دموي بين عائلتي اللفع والهدوي في أولاد عيسى وسقوط قتلى.. ماذا يحدث في ليبيا الآن؟

الوضع الأمني في ليبيا يشهد تصاعدًا خطيرًا مع اندلاع اشتباك مسلح عنيف في منطقة أولاد عيسى جنوب غربي طرابلس بين عائلتي اللفع والهدوي، مما أدى إلى سقوط ستة قتلى، بينهم رمزي اللفع، قائد السرية الثالثة التابعة لهيكلة في حكومة الوحدة الوطنية، ما جعل الوضع في ليبيا يتسم بالتوتر الأمني الحاد والحاجة الملحة لتدخل سريع لضبط الأوضاع ومنع التصعيد

الوضع الأمني في ليبيا: تحليل مفصل لاشتباك أولاد عيسى بين عائلتي اللفع والهدوي

شهدت منطقة أولاد عيسى حادثة أمنية خطيرة صباح الاثنين 28 يوليو 2025، حين اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين عائلتي اللفع والهدوي، أسفرت عن مقتل ستة أشخاص من الجانبين، من بينهم القائد الميداني رمزي اللفع. ويعكس هذا الاشتباك حالة التوتر الأمني في ليبيا التي زادت حدتها مؤخراً في عدة مناطق. ونتيجة لهذه التطورات، عقدت مديرية أمن الجفارة اجتماعًا عاجلاً بمشاركة قيادات الأمن المختلفة، بهدف مناقشة تداعيات الحادث وسبل التصدي له، متخذة إجراءات فورية للسيطرة على الموقف

دخل مركز شرطة السواني على الفور في إجراءات التحقيق، حيث جُمعَت إفادات الشهود وتم فحص الأدلة المادية بشكل دقيق، استعدادًا لإحالة القضية إلى النيابة العامة. وشكل مقتل رمزي اللفع، قائد السرية الثالثة التابعة لوزارة الدفاع، ضربة قوية للمشهد الأمني في المنطقة، إذ يشتهر اللفع بقدرته على إدارة التوازنات الأمنية في جنوب غرب طرابلس، خصوصًا في ورشفانة. كما استشهد في الاشتباكات أيضًا اثنان من أقاربه، حاتم ورضا اللفع، إلى جانب ثلاثة قتلى من عائلة الهدوي وهم علاء، عماد، وأيمن فوزي

تفاصيل الاشتباك وتداعياته على الوضع الأمني في ليبيا

بدأت ملامح النزاع حين حاول رمزي اللفع تدعيم التهدئة بين العائلتين، إلا أن عائلة الهدوي بادرت بإطلاق النار مباشرة، مما أسفر عن مقتله ومقتل عدد من أقاربه، لتتدهور الأمور سريعًا، ويخرج أفراد اللفع مسلحين للانتقام، الأمر الذي تسبب في تجدد المواجهات والتصعيد المسلح في منطقة أولاد عيسى، وسط حالة توتر واحتقان متزايد

• من عائلة اللفع: رمزي اللفع وعدد من أقاربه القريبين
• من عائلة الهدوي: ثلاثة قتلى بينهم علاء الهدوي، عماد الهدوي، وأيمن فوزي
• إجمالي الضحايا: ستة قتلى على الأقل، مع إشارات بأن الأزمة شملت تبادل إطلاق النار، وعمليات انتقام مدنية ومواجهات مسلحة أخرى

وقد لوحظ انتشار كبير لتعزيزات عسكرية في محيط أولاد عيسى، حيث شاركت قوات مدرعة تابعة لوزارة دفاع حكومة الوحدة الوطنية، بقيادة عبد السلام زوبي، في تأمين مداخل ومخارج المنطقة، ضمن جهود ضبط الأمن وضمان عدم تفاقم الأزمة. كما عقدت مديرية أمن الجفارة اجتماعًا عاجلاً بمشاركة قادة أمنيين من مختلف القطاعات مثل الأمن الداخلي، المخابرات، والأمن القومي، لتنسيق الجهود الأمنية واحتواء الوضع المتأزم في المنطقة

التأثيرات المحلية والتحديات الأمنية الراهنة ضمن الوضع الأمني في ليبيا

أدت الاشتباكات العنيفة في أولاد عيسى إلى إثارة حالة من الخوف والقلق بين السكان المحليين والمناطق المجاورة، الذين لا يزالون يعانون من تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا. وارتفع مستوى الانتشار العسكري في مناطق متفرقة كالسهلة والسواني والهناشير، والتي باتت تحت ضغط قوى مسلحة جديدة تسعى لفرض سيطرتها على حساب القوى القديمة، ما يخلق حالة من عدم الاستقرار

• انتشار نقاط التفتيش العسكرية وتعزيزها في محيط الاشتباك
• ظهور قوات مسلحة جديدة تحاول فرض السيطرة على مناطق ضعف النفوذ السابقة
• تزايد المخاوف من امتداد الصراع العائلي إلى دوائر أوسع أو تحوله إلى دوامة من حلقات الانتقام المتكررة

في سياق آخر، شهدت العاصمة طرابلس أول اجتماع لمكتب رئاسة المجلس الأعلى للدولة، برئاسة الدكتور محمد تكالة الذي تم انتخابه مؤخرًا، حيث ناقش الاجتماع تنظيم الاجتماعات الدورية وتحديد جداول لقاء الرؤساء للجان الدائمة، مع هدف تعزيز التنسيق المؤسسي ورفع كفاءة الأداء التشريعي والإداري، وهو ما يعكس حرص المؤسسات الرسمية على تحسين المشهد السياسي وسط التحديات الأمنية الراهنة

يبقى الوضع الأمني في ليبيا هشًا، ويعكس الاشتباك المسلح في أولاد عيسى حجم التصعيد الذي قد يتكرر في ظل غياب الضبط الأمني الكامل، ما يستدعي جهودًا متضافرة من الدولة للقيام بدورها في حماية المواطنين وضمان استقرار المناطق المتأثرة بعيدًا عن النزاعات التي تزيد من المعاناة البشرية والدمار